غريب عبد الحق الفيديو الذي انتشر بالأمس كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يظهر فيه السيد سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وهو يحاول جاهداً أكثر من مرّة قراءة كلمة “المتوجين” بوضع الشدّة فوق حرف الجيم عِوَض وضعها فوق حرف الواو، يعتبر فضيحة بكل المقاييس. لماذا؟ لأن الرجل يحمل صفتان لهما وزنهما ودلالاتهما، يحمل صفة وزير قطاع التعليم وما أدراك ما قطاع التعليم، ويحمل صفة أستاذ التعليم العالي وما أدراك ما أستاذ التعليم العالي، وهما صفتين لا ولن تغفرا له هكذا أخطاء، بل تفرض على الرجل أن تكون له الإمكانية والقدرة على إلقاء كلمة دون الحاجة إلى أن يكتبها له أحد من ديوانه، خصوصا إذا كانت المناسبة صغيرة، وهي حفل تخرج طلبة.. أي أنه سيلقي كلمته أمام آباء وأولياء الطلبة المتوّجين، وليس أمام هيأة الأممالمتحدة، حيث إن الكلمة تكون محطّ تشريح وتحليل ولا مجال للارتجال.. كلمة تحمل رسائل ولكل كلمة معنى ومغزى وما إلى ذلك. منذ عقدين من الزمن، يمكن القول إن المغرب أصبح يعيش أزمة النخب، وأصبحت الدولة تفتقد شيئاً فشيئاً لرجالاتها، وبات بإمكان كل من هب ودبّ أن يصبح وزيرا يسيّر الشأن العام في البلاد، لا لشيء إلاّ لأن حزبه اقترحه في هذا المنصب أو ذاك .. ولا حرج على الوزير إن وجد نفسه عاجزا على قول جملة مفيدة في برنامج مباشر بقناة فرنسية، كمصطفى الخلفي عندما سأله صحافي القناة فبلع لسانه وبدأ يردّد جملة واحدة عدة مرات: “جو سْوي كلير”، أو رئيس الحكومة “گاعْ” سعد الدين العثمان عندما قال أن مسؤولية الدولة هي: “تْحَلْ الروبيني هنا، يَتْكُبْ الْمَا، تَشعل الضُّو يَشعل الضّو” أو رئيس الحكومة السابق بن كيران الذي قال داخل قبة البرلمان، موَجها كلامه لسيدة: “ديالي كبير عليك” أو وزير التعليم هذا الذي بدأ يتهجّى عدة مرّات كلمة بالعربية لم تكن مشكولة. قد أكون مخطئاً أو مبالغاً إن قلت أن هذا الفيديو كافٍ لإعفاء سعيد أمزازي من مهمته، ولكنني أكاد أجزم أن الوزير بخرجاته يسيء إلى صورة الجهاز التنفيذي وصورة وزارة التعليم قبل أن يسيء إلى نفسه. واش هادشي لي عطا الله في هذه البلاد.. أم هذا اختيار؟