يوم أمس تواجدنا بمستعجلات المستشفى الاقليمي للا مريم بالعرائش من أجل العلاج ووصل إلى علمنا أن طبيبة المستعجلات التي كانت تباشر عملها قد غادرت مكتبها والدموع تنهمر من عينيها و اتجهت صوب قسم الإنعاش يضيف أحد الأشخاص… مواطنون يتوافدون على مستعجلات المستشفى أملا في العلاج حالات مختلفة نساء رفقة أطفالهن. شيوخ ونساء وشابات … المشهد الأول الذي يصادفك هو العدد الكبير من المواطنين الجالسين او الواقفين او الذين اختاروا الوقوف بباب المستعجلات للاعتداء على سيجارة او ثلاثة عوض صب جام غضبهم على حراس الأمن الخاص او اي شخص … لأن وحسب معاينتي حين حضوري تبين أن حتى رجال الأمن الخاص لديهم إجابة وحيدة ” طبيبة مريضة ف الإنعاش ” وليس لهم قدرة على استيعاب العدد الكبير الذي يتوافد على المستعجلات بحكم ان مهمتهم الأصلية هي الحفاظ على الأمن وتنظيم المواطنين حسب ما صرح به أحد الحراس … بكاء طبيبة ومغادرة مكتبها و هدوء مواطنين أدوا مبلغ 40 درهم للعلاج وأمهات رفقة رضع و اطفال صغار ترى في وجوههن الخوف والهلع على أطفالهن المرضى … تضامن ضمني مع حالة الطبيبة التي صرح لي أحد الحضور انها استقبلت عددا كبيرا في ظل ساعات فقط من بداية مداومتها وان ربما التعب أنهكها واصابها ودخلت في حالة صحية الزمتها دخول قسم الإنعاش. لكن من يعرف طبيبات مستعجلات المستشفى الاقليمي للا مريم و إخلاصهن في العمل ومثابرتهن لتقديم خدمة للمواطنين يفتح قوسا ويتساءل ” لماذا انهارت الطبيبة ولما اختارت البكاء عوض الحديث … حين تبكي طبيبة فاعلم أن المصاب جلل وحين يترجم رد فعل جسم طبيب إلى حالة عصبية فاعلم أن حجم الضغط النفسي كبير وأن على الطبيب الأكبر تحمل مسؤوليته الإدارية والأخلاقية في تحسين وتجويد و تحقيق العدالة المهنية … طبيبة تغادر مكتبها وتترك عدد كبير من المرضى الذين ولجوا المستعجلات للعلاج يوم أمس الأربعاء 19 يونيو 2019 وتلج قسم الإنعاش ويختار المواطنون الصمت والانتظار عوض الاحتجاج … مرت ساعات والمواطنات والمواطنون ينتظرون قدوم طبيب لتعويض زميلتهن ويتزايد العدد ليصل لأكثر من ستين شخصا … كم انت عظيم ايها الشعب المغربي حين تختار التضامن حتى ولو على حساب صحتك … لم تسجل اية احتجاجات او حالات عنف مادام ان الطبيبة التي كان من المفروض أن تقدم العلاج لهم هي اصلا تحتاج لعلاج نتيجة احساسها بالغبن وعدم تكافؤ الفرص وبعدم وجود عدالة إدارية … كم انت عظيم ايها الشعب المغربي حين تحس بذكائك الفطري أن الطبيبة انهارت لأنها لا يمكن أن تتحدث بأمور هي من قبيل السر المهني وألا يمكنها أن تقدم خدمة جيدة للمواطن الذي اختار المستعجلات قهرا من أجل العلاج وهي منهارة نفسيا… فحين تبكي الطبيبة فاعلم أن هناك اختلالات اكبر …