الرباط: كادم بوطيب تكْريسا لتقليد سنوي ألفه ضريح محمد الخامس بالرباط، قام صباح اليوم الجمعة 17 ماي الجاري وفد رفيع المستوى من شرفاء مولاي عبد السلام بن امشيش وأتباع الطريقة الشادلية المشيشية ،يتقدمهم النقيب سيدي عبد الهادي بركة بزيارة ضريح محمد الخامس بالرباط، حيث ترحم الجميع على الملك الراحل محمد الخامس، بمناسبة ذكرى وفاته الثامنة والخمسين، وهي زيارة معتادة يقوم بها الوفد في العاشر من رمضان من كلّ سنة. و بهذه المناسبة تليت آيات بينات من الذكر الحكيم مع قراءة الصلاة المشيشية ترحما على السلطان محمد الخامس والمغفور له جلالة الملك الحسن الثاني ويشار الى أن هذه السنة الحميدة دأبت عليها المشيشية الشاذلية في كل مناسبة، موازاة مع ذكرى تقيمها بمقام القطب الرباني المولى عبد السلام ابن مشيش الذي عرفت دعوته بالصلاح والاعتدال ونشر قيم المحبة والسلام والدعوة الى جلالة الملك محمد السادس . ويخلد المغاربة جميعا ذكرى وفاة محمد الخامس في (عاشر رمضان ) باعتبارها مناسبة لاستحضار التضحيات الجسام التي بذلها أب الأمة من أجل استقلال الوطن ووحدته ،وهي مناسبة كدلك يستحضر فيها المغاربة مسيرة قائد فذ رسم بصموده أسمى وأنبل صور المقاومة ضد المستعمر من أجل استقلال الوطن ووحدته، وكرامه الشعب وحريته، وكان طيب الله ثراه بذلك نموذجا ملهما في الوطن العربي والإسلامي، ومحط تقدير حركات التحرر في العالم. وكان بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس قد أسلم الروح إلى باريها في العاشر من رمضان من سنة 1380 هجرية (الموافق ل26 فبراير 1961)، وذلك بعد سنوات قليلة من تخليص الوطن من ربقة الاستعمار ونيل استقلال المملكة. وشكلت وفاته رزءا فادحا للأمة، ولحركات المقاومة والتحرير، التي كانت ترى فيه، طيب الله ثراه، أحد أبرز أقطاب حركة التحرر الوطني ورمزا لكفاح الشعب من أجل الظفر بالاستقلال والكرامة والتقدم. ويشكل تخليد هذه الذكرى عربونا للوفاء والتشبث الثابث بذكرى ملك فضل التضحية بالغالي والنفيس، وتحمل مرارة المنفى على الخنوع والاستسلام في وجه المستعمر، فهو الذي اعترض باسم المبادئ المؤسسة للأمة اعتراضا قطعيا على التنازل عن السيادة الوطنية أو الدخول في أي نوع من المساومة مع سلطات الحماية.