تزامنا مع الاحتفال بشهر التراث، قامت وزرة الثقافة والاتصال بحفل افتتاح محافظة موقع ليكسوس الاثري، يوم السبت 20 فبراير 2019. تحت إشراف السيد وزير الثقافة والاتصال الدكتور محمد الاعرج ، بحضور السلطات يتقدمهم عامل إقليمالعرائش السيد بوعاصم العالمين ، والمحافظ العام للتراث بالمغرب الأستاذ يوسف خيارة، والمحافظ الجهوي للتراث لجهة طنجةتطوانالحسيمة الأستاذ العربي المصباحي والمدير الجهوي للثقافة السيد كمال بليمون، ومديري المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والاتصال بالعرائش والقنيطرة الاستاذين احمد اشرقي ومحمد السنور، والأستاذ عبد الهادي الزهري المدير الإقليمي للشباب والرياضة بالعرائش ،… وعدد من الشخصيات السياسية، والثقافية والإعلامية، والادبية، والرياضية والموسيقية والفنية مغربية واسبانية… بعد الجولة الوزارية لفضاءات الموقع الاثري التاريخية، ومكاتب مقر محافظته ، حل الجميع بقاعة العروض، حيث رحب الأستاذ العربي المصباحي بالسيد الوزير وعامل إقليمالعرائش والوفود المرافقة لهما ، والفاعلين الجمعويين والإعلاميين.. ليعلن عن الافتتاح الرسمي لمحافظة ليكسوس الاثري التاريخي، ودعاهم لمشاهدة شريط وثائقي للموقع ، بعده القى السيد الوزير محمد الاعرج كلمة، رحب فيها بكل الحضور، قال: ” ان هذا الموقع الذي يحمل كل مكونات ومقومات التراث العالمي يضعنا أمام مسؤولية وطنية جسيمة ،تستدعي احكام المقاربة لحفظه على اصالته للأجيال القادمة، ورد الاعتبار له والتعريف به، تنفيذا للتوجهات السامية لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله ، الرامية إلى العناية بالموروث الثقافي والتراث الحضاري للمملكة”. هكذا يأتي افتتاح الموقع الاثري التاريخي ليكسوس ضمن مخطط عمل الوزارة في مجال تثمينه وصونه وجعله رافعة لتحقيق التنمية المستدامة باقليم العرائش ، مستحضرا في هذا الصدد مقتطفا من الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في الدورة 23 للجنة التراث العالمي بمراكش يوم 26 نونبر 1999 يقول فيها جلالته :” لابد أن نؤكد مرة أخرى على ضرورة اعتماد رؤية ديناميكية بخصوص هذه الحماية قوامها اذماج تراثنا في مشاريع التنمية وليس فقط تحنيطه في إطار رؤية تقديسية للماضي”. تاسس الموقع الاثري لمدينة ليكسوس الممتد على مساحة 62 هكتار، على يد التجار الفينيقيين في القرن الثامن قبل الميلاد ، مما يجعل منها اقدم حاضرة بالمغرب وبغرب البحر الأبيض المتوسط، وقد امتد تعميرها منذ مدينة مورية مستقلة ( القرن 8ق. م.- 40م) ، إلى مستوطنة رومانية ثرية ( 40م – بداية القرن الخامس الميلادي ) ثم إلى مدينة إسلامية باسم ” تشميس” ( القرن 8 – القرن 14م) اذ كانت قاعدة لاحد الأمراء الادارسة . عرف بذلك استقرارا ونشاطا بشريا دون انقطاع على مدى 22 قرنا. لازال الموقع الاثري التاريخي ليكسوس يكتنز في باطنه العديد من الأسرار المادية، حيث عمليات الحفر لم تشمل سوى 10٪ من مساحته، الا انها كشفت على بنايات هامة تعود لمختلف الفترات التاريخية للموقع والخصوصيات الهندسية له من ذلك : – الحي الصناعي المتكون من 10مصانع و150 صهريج لتمليح السمك… – الحي السكني وبه العديد من المنازل الرومانية الشاسعة…. – حي المعابد وتعود بقاياه إلى مختلف مراحل التعمير منذ الفترة الفينيقية إلى العصر الإسلامي مرورا بالرومانية… – حي المسرح الدائري والحمامات العمومية، تعتبر بناية المسرح الوحيدة والفريدة من نوعها في شمال افريقيا على مساحة 804-مترا مربعا تحيط بها مدرجات نصف دائرية…. وبمناسبة هذا الحفل الافتتاحي اقيمت ورشات في مجال المحفظة على الآثار، كما نظمت إدارة المهرجان الدولي لتلاقح الثقافات عروضا فنية، بالمسرح الروماني، حضرها السيد الوزير ومرافقوه، شاركت فيها : – مجموعة سامبا لاعراتشي للايقاعات العالمية. – مجموعة أكني لفنون السيرك والالعاب البهلوانية . – قبيلة زينكاري لموسيقى القرون الوسطى من اسبانيا. بالاضافة لمعرض صور الانشطة السابقة من المهرجان. كم استمتع الحاضرون بعروضهم الفنية ،الرياضية والمسرحية. يبدو الموقع الاثري التاريخي ليكسوس أصبح ملهما للشعراء من ذلك قصيدة، تملكني، وهي للشاعر الأستاذ عبد السلام الصروخ موسومة ب ” ليكسوس” يقول فيها: ” ماذا لو وجدت لمعانيك معانيها وقلت مع سفن الأرز القديمة: هنا تستريح الشمس هنا تحتفي بمرقد العالم هنا الأصيل يش هنا ذاكرة الشعوب باسم أرواح هذه الشعوب التي مرت من هنا. باسم الاهالي المقيمة في الاسبار العميقة لهذة المدينة نشكركم لانكم اقمتم لهذا الصرح العظيم ليكسوس – بابا وقوس المجد نشكركم لأنكم اضأتم متاهة التاريخ ورسمتم له افقا إننا هنا منذ الأزل.. في انتظار هذه الصحوة الرائعة إننا هنا حراس حدائق الهسبرديس ومرشدي بوصلة نهر التنين العظيم مرحبا.. والف شكر.. لأنكم هنا في أعراس بعث هذه الليكسوس من جديد.” رغم كون الموقع الاثري التاريخي ليكسوس يبدو في منتهى روعته، فإنه سيضل يكتنز اسرارا من ماضيه العريق، يدفع المهتمين إلى المزيد من الاكتشافات لباقي مآثيره التاريخية، لربط الماضي بالحاضر، واستشراف أجمل لمستقبل سياحي مثمر لها.