يوسف مجاهد تعرف خدمات النظافة بمدينة تطوان تراجع مخيف، حيث بدأت تتحول الشوارع إلى مطرح النفايات بسبب تراكم الأزبال التي تنبعث منها روائح هي الأكثر كراهية حيث يستنشقها المواطنون خلال مرورهم من شوارع المدينة. في الوهلة الأولى تعتقد أنك دخلت مدينة "هامشية" على خارطة الجماعة الترابية لتطوان التي فوضت قطاع النظافة لشركتين الأولى في قطاع سيدي المنظري والثانية في قطاع الأزهر رغم صغر المدينة، لكن هذه الشركتين وحسب العديد من المتتبعين للشأن العام بمدينة تطوان، لم تقوم بواجبها اتجاه نظافة المدينة التي صارت تغرق في الأزبال هذه الأيام خصوصا بالأحياء الشعبية وداخل المدينة القديمة الذي يشرف على نظافتها شخص "ز" غير مؤهل حيث يتتبع عملية تنظيف وتسيير العمال عبر الهاتف ولا يحضر للوقوف على ما تعانيه المعلمة الأثرية بتطوان من تراكم الأزبال وغيرها من الأحياء التي بقيت تحت رحمة الأوساخ وروائحها النتنة، كما يقوم بتخبئة حاويات الأزبال الجديدة خصوصا منها الصغيرة التي يصل ثمنها في سوق السوداء 3000 درهم يخبئها بمنزلها المتواجد قرب عين سيدي طلحة ويكتفي بالحاويات القديمة والمكسورة، والتي لم تعد تلبي حاجيات السكان المدينة القديمة في تجميع القمامة، كما تشهد هذه الأخيرة غياب تام للحاويات المخصصة للأزبال داخل الشوارع وأمام المنازل داخل الأحياء المدينة المذكورة، في نفس الوقت تشهد بعض الأحياء الراقية كحي الإداري والأحياء المجاورة له من شارع الجيش الملكي إلى طريق مرتيل، اهتمام خاص من طرف الشركة المفوض لها قطاع سيدي المنظري، كم يتم غسل حاوية الأزبال في الشوارع يوميا وهذا ما اعتبره العديد من المواطنين الانتقائية في تنظيف الأحياء والشوارع وإقصاء المدينة العتيقة من هذه المبادرة. ويلاحظ العديد من المواطنين أن الشركة التي تشرف على نظافة المدينة العتيقة تراجعت خدماتها ولم تلتزم بمقتضيات دفتر التحملات في إزالة القمامات المكسورة والقديمة والتي تشكل أضرار على صحة المواطنين كما هو الحال بنسبة للأحياء الراقية، وهو ما يعني أن العمال بمبدأ "الانتقائية" إن لم تكون لها طابع عنصري محض، لأنها ركزت على الأحياء التي تتواجد فيها أغلبية من شريحة معينة، وبقيت أحياء الشعبية تتنفس روائح القمامة في انتظار تساقط الأمطار لتقوم مقام الشركة المفوض لها هذا القطاع.