جبل العلم: كادم بوطيب أحيت الطريقة الصوفية العلوية المغربية، حفلا دينيا بضريح الموسم الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش بجبل العلم بإقليم العرائش. وتم خلال هذا الحفل، الذي حضره العشرات من الشرفاء العلميين ومن المنتسبين للطريقة الصوفية العلوية، قراءة سند الطريقة الصوفية العلوية المعروف باسم "إغاثة المستغيثين برجال الله الصالحين"، بالإضافة إلى اللطيف ومجموعة من الأذكار والمديح.
و في تصريح صحفي للناطق الرسمي باسم الطريقة الصوفية العلوية المغربية ومقدمها بمدينة طنجة الشريف سيدي رضوان ياسين فإن المقصود من هذا الشعار هو ” لإبراز فضل الله على الناس جميعا وكذا على خاصتهم من المؤمنين و أهل طاعته أن علمهم من لدنه علما فصاروا مصابيح للنور المحمدي يستهدى بهم إلى شاطئ الطمأنينة و الرضى و الرضوان متشبثين بالوسطية و الاعتدال مقصودهم العبودية الحقة لله سبحانه و تعالى. وقد افتتح الموسم الروحي المبارك بقراءة الورد العام للطريقة من طرف الحضور بالمسجد صحبة شيخ الطريقة وممثلها العام بالمملكة الشريف سيدي سعيد ياسين و تم إلقاء كلمة ترحيبية من طرف اللجنة التنظيمية ، ومن ثم مباشرة انطلق الحضور نحو مقام مولاي عبد السلام بن مشيش مشيا على الأقدام بهدوء و طمأنينة و سكينة و وقار ، تصدع حناجرهم بالذكر ومدح خير البرية. بعد الوصول مباشرة أقيمت حضرة ربانية تلتها فقرات من المديح والسماع وقراءات قرآنية مباركة. و ألقى فضيلة الشيخ كلمة بالضريح أكد فيها أنه من أفضال الله علينا أن وفقنا لحضور هذا اللقاء الرباني و هذا الاحتفال لننهل من الفيوضات الربانية و الأنوار النبوية التي تفرد بها سيدنا مولاي عبد السلام بن مشيش فهو من الذين قال فيهم الحق سبحانه و تعالى ” عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا” (الآية). و قصته مع أبي الحسن الشاذلي خير مثال على ذلك. و تم إلقاء كلمة ترحيبية بإسم النقيب الأستاذ عبد الهادي بركة. ثم اختتمت الحصة الأولى بالدعاء الصالح من طرف شيخ الطريقة بأن يحفظ الله مولانا امير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حامي الوطن و الدين بما حفظ به الذكر الحكيم و السبع المثاني و ينصره نصرا عزيزا مؤزرا و يحرصه بعنايته الربانية و لطفه الخفي و يكفيه شر كل ذي شر باسمه الوكيل الكافي، وان يحفظه في ولي عهده مولاي الحسن، ويشد عضده بأخيه الأمير مولاي رشيد، وسائر افراد الاسرة الملكية العلوية الشريفة و يحفظ بلدنا من كل فتن ما ظهر منها و ما بطن. كما رفع الناطق الرسمي باسم الطريقة و شيخها في هذا المقام برقية الولاء و الاخلاص وتجديد البيعة للسدة العالية بالله. و بعد صلاة العشاء افتتحت الجلسة الثانية بالزاوية المشيشية عند نقيب الشرفاء، تخللتها أيضا فقرات من المديح والسماع و ابتهالات وقراءات قرآنية مباركة. و تفضل الأستاذ حسن العيساوي من مدينة وجدة و الدكتور عبد العالي بنيعيش على إلقاء كلمتين تناولتا تجليات فضل الله على الناس جمعاء و إختصاص أهل طاعته و محبته بكرمات و فتوحات و الله ذو الفضل العظيم. ويأتي إحياء هذا الحفل الديني في إطار البرنامج السنوي للطريقة الصوفية العلوية لتكريس المنهج والمسلك الروحي الرامي إلى ضمان استقرار نفوس المريدين ونشر الطمأنينة في قلوبهم