في مثل هذا اليوم نزلت الجيوش البرتغالية في منطقة السواكن وبالضبط بدوار اولاد بن الصيد 3 غشت 1578 وفي يوم الغد 4غشت وقعت المعركة حوالي الساعة العاشرة صباحا. الهدف من الحملة كان هو احتلال العرائش لتحقيق الهدف الاكبر : احتلال المغرب، بدافع صليبي وتجاري . منذ خروج الحملة البرتغالية من لشبونة كانت العرائش هي الهدف وقبل هذا كان المشروع يحاط بكثير من السرية لضمان نجاحه وأن احتلالها سيكون من البحر والنزول ب"الماء الجديد" وراء حصن الجنويين . وقد وقف سبستيان أمام العرائش سنة 1574 . ولم تغير الخطة إلا حين وجوده بتهادارت قرب أصيلا 25 يوليوز فقرر سبتيان الذهاب للعرائش عن طريق البر بنوع من التحدي فوصل إلى السواكن قرب القصر الكبير لاجتياز نهر لوكوس من مكان يسهل العبور وحيث ماء النهر يقل ،والذهاب إليها ميسرا ؛ مستصغرا القوات المغربية بقيادة السلطان عبدالمالك السعدي لكن سيفاجأ باستعداد المغاربة للقتال مما كان أمر لا مفر منه فكانت الوقعة . لماذا كانت الهدف هي العرائش دون غيرها ؟ العرائش طيلة القرن 15 والقرن 16 كانت قاعدة للجهاد البحري اجتمع فيها المغاربة والجزائريون والأتراك والأندلسيون للإنتقام للمسلمين المطرودين من الأندلس وفي نفس الوقت الدفاع عن الشواطئ المغربية المعرضة للأطماع الإيبيرية المتزايدة وكانت من المدن المغربية التي لم تتعرض للإحتلال البرتغالي أنذاك؛ فضلا لموقعها الإستراتيجي بالنسبة لعمق المغرب ولأمنه وبالنسبة لأروبا كذلك . وقدعبر البرتغاليون أنفسهم عن قيمتها الإستراتيجية وخطأهم الفاضح في عدم احتلالها . فخطط لها بهذا الشكل لتحقيق ؛ نصرا مدويا على المغرب وبالتالي ضمان أمنهم . لكن مشروعهم سيفشل أمام عزيمة المغاربة التي لا تلين في مثل هذه المناسبة . بعد هذاماذا سيفعل المنصور السعدي ؟ سيحصن العرائش تحصينا منيعا ببناء حصن الفتح (القبيبات ) بغنائم المعركة وحصن النصر(اللقلاق) بأموال الذهب المجلوب من السودان حتى لا يطمع فيها الغزاة . هذه هي العرائش في الماضي يا سادة .