أ. ف. ب خرج تيتو فيلانوفا من ظل جوسيب غوارديولا بعدما قرر الاخيرفي نهاية موسم 2011-2012 الهرب من الضوضاء بعد انجازته التاريخية مع برشلونة الاسباني. لم يكن فيلانوفا انذاك سوى المدرب المساعد ل"بيب"، وبعد رحيله حاول المستحيل لاثبات قدرته على خلافة مدرب بايرن ميونيخ الالماني الحالي، لكن مرض السرطان وقف حائلا دون ذلك، وكانت اخر الفصول امس الجمعة عندما اعلن بطل اسبانيا "تضارب" استمراره مع علاجه المتجدد للمرض الخبيث. على رغم مشاركته في القاب برشلونة تحت امرة غوارديولا، الا ان فيلانوفا (44 عاما) كان رجل الظل، قبل ان تسطع الانوار فجأة في عينيه ويصبح مدرب الفريق الاقوى في العالم. نجح فيلانوفا جزئيا في رهانه، اذ قاد الكاتالونيين للقب الدوري الاسباني في الموسم الماضي، ولو انه غاب لشهرين خاضعا للعلاج في الولاياتالمتحدة، وعندها استلم مساعده جوردي رورا مهام المدير الفني في موسم شهد خروجه من الباب الضيق لمسابقة دوري ابطال اوروبا امام بايرن ميونيخ في نصف النهائي (7-صفر في مجموع المباراتين). نجح الكاتالوني المولود في 17 ايلول/سبتمبر 1968 في بلكير دمبوردا، بسرعة في الهرب من المقارنات مع غوارديولا: "لا ابحث عن المقارنة مع احد، اريد ببساطة ان اقوم بعملي"، هذا ما قاله لدى استلامه مهامه في تموز/يوليو 2012 مشددا على البقاء ضمن اطر عمل غوارديولا. وعن الالقاب ال14 التي ساهم فيها مع غوارديولا في اربع سنوات: "انا محظوظ للمشاركة في هذا النجاح خلال السنوات الاربع الاخيرة". كانت مهمة فيلانوفا صعبة، وفي ظل الضغط جاء الزائر المزعج: في كانون الاول/ديسمبر 2012 انتكس فيلانوفا ووقع ضحية معاودة السرطان في غدده اللعابية والتي كان خضع لجراحة بسببها قبل سنة. غادر في كانون الثاني/يناير الى نيويورك وبقي حتى اذار/مارس للعلاج، ثم عاود الاشراف على التمارين في نهاية الموسم. قال انذاك: "اشعر باني في حالة جيدة، لدي الطاقة والرغبة بالمتابعة على رأس الفريق الموسم المقبل". نشأ فيلانوفا مع برشلونة كلاعب، وعاد لاعب الوسط السابق بطلب من غوارديولا عام 2007 كي يقود الثنائي الفريق الرديف في برشلونة ثم الفريق الاول بعدها بسنة. خلق فيلنوفا بعض الشكوك نظرا لمسيرته المتواضعة كلاعب مقارنة مع غوارديولا نجم وسط برشلونة ومنتخب اسبانيا سابقا، ولو ان الرجل اظهر مثابرة غير متوقعة. وعن متاعبه الصحية علق فيلانوفا مازحا: "مقارنة مع ما عايشته سابقا، تدريب برشلونة سيكون لعبة اطفال بالنسبة لي". رجل الظل خرج منه اول مرة في اب/اغسطس 2011 خلال مباراة "الكلاسيكو" ضد الغريم ريال مدريد. لقد كان فيلانوفا الرجل الذي غرز البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريال انذاك اصبعه في عينه. لكن اللافت ان العلاقة المتينة بين غوارديولا وفيلانوفا تضررت كثيرا في الايام الماضية. غوارديولا اكد ان ادارة ساندرو روسيل استخدمت مرض فيلانوفا لاهانته والحاق الضرر به، واتهمها بانها لم تتركه بسلام بعد رحيله، مروجة اخبار عدم زيارته فيلانوفا للاطمئنان عليه في الولاياتالمتحدة حيث كان يعيش العام الماضي. فيلانوفا رد بان ظنه قد خاب من صديقه: "لا اعتقد انهم استخدموا مرضي لمهاجمته. بيب لم يكن صائبا". اضاف المدرب: "زارني مرة في نيويورك عندما وصلت، لكن خلال فترة التعافي من الجراحة بقيت هناك لشهرين ولم اشاهده. هو صديقي وكنت بحاجة اليه، لكنه لم يأت. لو كنت مكانه لتصرفت بطريقة مختلفة".