بايتاس: الحكومة تشكل لجنة لصياغة المدونة وترفض الإساءة للمجلس العلمي    مالاوي تدعم الوحدة الترابية للمملكة    بايتاس: الحكومة أطلقت عدة مبادرات من أجل تكريس الطابع الرسمي للأمازيغية    جمعية دكالة تحتفي براس السنة الامازيعية من خلال برنامج ثقافي و فكري    مجلس الحكومة يصادق على تعيينات جديدة في مناصب عليا    توقيف موظفين بسجن سلوان بسبب تسريب هواتف نقالة إلى المؤسسة    تطورات الحالة الصحية للنجم سيف علي خان بعد تعرضه للطعن    هل تنتفض النخب الجزائرية ضد تبون وشنقريحة بعد منعها من دخول الأراضي الفرنسية؟    هانزي فليك: علينا أن نعتني بلامين يامال    بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين (شان 2024).. المغرب في المجموعة الأولى إلى جانب كينيا وأنغولا والكونغو الديمقراطية وزامبيا    "دكتور" للشامي تقترب من ال 7ملايين مشاهدة وتتصدّر الترند عالميًّا!    قضاة المملكة بتوا سنة 2024 في أزيد من أربعة ملايين قضية    توقيف مواطنين فرنسيين بمراكش يشتبه تورطهما في قضية تتعلق بالضرب والجرح والتهديد بالتصفية الجسدية    مجلس عمالة المضيق-الفنيدق يصادق على مشاريع اجتماعية وتنموية    إسرائيل تتهم حماس ب"التراجع عن أجزاء" من اتفاق الهدنة في غزة والحركة تنفي    الممثل الهندي سيف علي خان يتعرض للطعن في مسكنه    منال بنشليخة تستلم جائزة "بيلبورد" عربية (صور)    سايس ينفي شائعات اعتزاله اللعب دوليا    حمزة إيكمان.. نجم رينجرز الإسكتلندي في طريقه للانضمام إلى المنتخب المغربي    رغم إعلان وقف النار.. استشهاد 73 فلسطينيا في غارات للعدوان الإسرائيلي    بعد قرار الحجب.. هل يتدخل إيلون ماسك لإنقاذ "تيك توك" فرع أمريكا؟    المغرب ضمن أفضل 10 أسواق لمجموعة رونو خلال 2024    الحكومة تعلن تشكيل لجنة صياغة مدونة الأسرة وتنصت لردود الفعل في المجتمع    سيناتور أمريكي يحذر من جبهة البوليساريو ويؤكد دعم بلاده لمغربية الصحراء    بعد تراجعها عن الإعتذار .. الجزائر تتورط من جديد مع تركيا    إيغامان يقترب من صدارة هدافي الدوري الاسكتلندي    "حليميات".. رحلة موسيقية لإحياء روائع عبد الحليم حافظ    "إيقاعات الأطلس المتوسط" تسحر جمهور الرباط بتراث غني وفنانين متميزين    البطولة الاحترافية.. مبارايات قوية بين أندية مقدمة وأسفل الترتيب أبرزها قمة نهضة بركان والجيش الملكي    الذهب يقترب من أعلى مستوى في شهر مع تجدد آمال تقليص الفائدة    تقديم خطة السلامة الزلزالية لمنطقة أكادير الكبير    مدن مغربية تحتفي باتفاق وقف إطلاق النار في غزة وانتصار المقاومة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    شيكاغو فاير الأمريكي يفاوض الهلال للتعاقد مع نيمار    آجال الأداء لسنة 2025.. تطبيق الغرامة المالية على الأشخاص الذاتيين والاعتباريين الذين يحققون رقم معاملات يتراوح بين 2 و10 ملايين درهم    سيف علي خان يتعرض لاعتداء مروع في منزله    تناول المضادات الحيوية بدون استشارة الطبيب..مختص يفرد التداعيات ل" رسالة 24 "    خبيرة توضح كيف يرتبط داء السيدا بأمراض الجهاز الهضمي..    أداء مؤشر "مازي" في بورصة البيضاء    ردود فعل دولية على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الخميس    انطباع إيجابي حول جودة الخدمات الإدارية خلال 2024    استئنافية البيضاء تخفض مدة حبس القاضية المتقاعدة إلى 8 أشهر    المغرب يدعو لتفاوض عربي موحد مع الشركات الرقمية الكبرى للدفاع عن القضية الفلسطينية    ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف بشأن المعروض    أنفوغرافيك | تصنيف أقوى جيوش العالم في 2025.. المغرب يتبوأ المركز 59 عالمياً    مشروع الطريق السريع بين الحسيمة والناظور سيمر عبر قاسيطة    الصين: أكثر من 100 مليون زيارة لمتاحف العلوم والتكنولوجيا في 2024    HomePure Zayn من QNET يحدد معيارًا جديدًا للعيش الصحي    تركيا.. عام 2024 كان الأشد حرارة في تاريخ البلاد    تسجيل إصابات ب"بوحمرون" في 15 مدرسة يستنفر مديرية التعليم ويثير الخوف بين الأسر    تسجيل إصابة 79 نزيلة ونزيلا بداء "بوحمرون".. وسجن طنجة في المقدمة    الرباط .. الصناعات الثقافية والإبداعية وتحديات التحول الرقمي في صلب أشغال الدورة ال24 لمؤتمر وزراء الثقافة العرب    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    الجمعية النسائية تنتقد كيفية تقديم اقتراحات المشروع الإصلاحي لمدونة الأسرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كن تافهَا ودودَا
نشر في لكم يوم 13 - 01 - 2019

لا أحد يعرف تلك الماكينات المغربية التي انتهت إلى أعلى معدلات الصناعة وأصبحت تُنتج "نجوم التفاهة" على قدم وساق وبعناية مركزة حتى يتصدرون الصحف والمجلات ومن تم المواقع والصفحات والبروفيلات، وبفضل هذه الصناعة "المثيرة" أصبحت عندنا القصص التافهة على مدار الساعة واليوم فلا تنتهي قصة تافهة حتى تبدأ الأخرى..
مرت سنوات عجفاء على البلاد لكنها حملت معها "المضحك المبكي" فأنتعشت صناعة الجهل.. وإعادة إنتاج السَّخَف على نحوٍ غير مسبوق وطردت العملة الرديئة العملة الجيدة، حيث انهار المجلس الأعلى للثقافة أمام المجلس الأعلى للتفاهة!
في هذه البلاد جرى وضع إطار ذهبي للتافهين وجعلوا لهم من الفرص الكثيرة والمديدة حتى يتسلقون الهرم، وصلوا إلى الصحافة والمجتمع المدني، كانوا تافهين وأصبحوا فاعلين، عاشوا في التفاهة وانتقلوا إلى الاثارة، وهناك من الجمهور العاشق ل"إديولوجية التفاهة" حتى أن هناك من أطلق عليهم ال"المؤثرين".
في هذه البلاد يمكنك أن تجد صحافي دون مقالة صحفية، وكاتب دون كتاب، ومفكر دون فكر، وفنانيين دون فن، وباحث دون بحث، وعلى اثر كل ذلك، أصبحت الأوسمة والألقاب تُوزع على هذه العينة، وهناك من أبتهج بهذه الصناعة، لأن أهلها ودوديين جدَا، والأهم من ذلك أنهم ليسوا عدميين، وفي هذه البلاد يحق لك أن تكون ما تريد، إلا أن تقرر أن تكون عدمي، وصاحب فكر، إياك أن تفعل، فلا يحق لك أن تصبح عدمي بعد الأن وبعد ما وقع للعدميين المنتشرين على سجون المعمورة. كن تفاها ودودَا
انتشرت مؤخرًا لوحاتٍ تحذيرية في الولايات المتحدة وأوروبا.. تحاول مواجهة التفاهة المتصاعدة في العالم وتحمل اللوحات التحذيرية التى باتت منتشرة هناك هذه العبارة: «Stop making stupid people famous» ومعناها "توقّف عن جعل الناس الأغبياء.. مشهورين"
يُخيلُ اليوم، أن أصاحب الماكينات الناشئة لهذه "الجينراسيون" وضعوا قواعد "ضبط" للنجاح، فهم من يطلقون شعارات "المواطن الصالح" والتي يقصدون بها، أن تكون صالحا لهم إلى يوم إنتهاء مدة صلاحيتك، ومعاناها أن تكون معدمَا فقيرَا، وفي مقابل هذا عليك، أن تكون مبتهجا ومطيعَا، أن تضع يدك في جيبك فلا تجد إلا فاتورة الماء والكهرباء، ولائحة بأسماء الدائنين الذين يطلبونك حيَا أو ميتا..يُريدون منك أن تعمل ليلا نهارا وتنال رضاهم، ولا يهم إن تتقاضى المقابل أو لا، يطلبون منك ما سرد زميل عندما أقترب من عش "صناع التفاهة" يطلبونك أن تكون مظلوما وعاقلا في الوقت نفسه، حتى لا تضيف إلى لائحة اتهاماتك جنحة الرجولة. يطلبون منك أن تتوجع لكن بصمت. يطلبون منك أن تكون حزينا بملامح مسرورة للغاية، وأن تكون مفجوعا بشكل حضاري، حتى إذا صرخت من شدة الألم أشعلت الأمل والحبور في نفوس المفجوعين من أمثالك.
آلمني ذلك الرجل الذي صاح في قريته الصغيرة، يا صناع (الخوف) دعونا نغرس بذرة، نوقد شمعة" وها نحن اليوم نتجه لتكرار ذات الصرخة ونستبدل فيها "الخوف" ب"التفاهة" عسانا نفتح نافذة يشع منها ضوء، ويتسلل منها هواء.. أو نكتب قصيدة ننشدها، ولحناً يسعد الآخرين ويطربهم.. دعونا نرسم ضحكة وابتسامة.. دعونا نتنفس شهيقًا وزفيرًا..أبسط ما يكون نابع من أعماقنا..وليس من "تفاهاتنا".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.