بخروجه من بطولة"عصبة الأبطال الإفريقية" على يد فريق جزائري مغمور اسمه "شبيبة الساورة"، وبأداء جد مخيب، وقبله نال مرارة الإقصاء من مسابقة "كأس العرش" في دور جد مبكر، هذا فضلا عن فشله في تحقيق نتائج بالدوري الوطني، تناسب وضعه كبطل للموسم الماضي، حيث يحتل مرتبة متأخرة في سبورة الترتيب، يكون نادي اتحاد طنجة قد دخل إلى غرفة مظلمة يصعب عليه مغادرتها بسهولة، وسط احتجاج وسخط جماهيري غير مسبوق. وتأتي هذه النتائج الكارثية في الوقت الذي صرفت فيه أموال طائلة سواء على مستوى الانتدابات الجديدة، أو على مستوى التغييرات التي حدثت في العارضة التقنية للفريق، والتي كلفت خزينة النادي الكثير، كما أن الإمكانات الهائلة، التي وضعت رهن إشارة المكتب المسير جعلت طموح عشاق فارس البوغاز الذين يملئون مدرجات إستاد ابن بطوطة الدولي كبيرا، قبل أن يصاب الجميع بالصدمة، ويقف الكل على حقيقة واقع نادي طبل له كثيرا خاصة على مستوى جزءمعتبر من مكونات إعلامية محلية، ويمكننا أن نخمن ببساطة بعض الأسباب التي عجلت باندحار فارس البوغاز لا نعتقد أنه سيتوقف عند هذا الحد، بعد موسم غير مسبوق أدخل الفريق إلى نادي الفائزين بدرع البطولة. أولى هذه الأسباب تتعلق بما يمكن أن نقول عنه "عشوائية في العمل"، لا يوجد برنامج مرحلي، ولا حتى ميثاق سنوي مكتوب، فالإمكانات المالية الكبيرة التي يتم ضخها في مالية الفريق لا تصنع لوحدها مجدا، فالبناء الداخلي للفريق أصبح ضرورة ملحة، كما يحدث اليوم مع بعض الفرق الوطنية المنظمة التي أصبحت تفرخ النجوم سنويا . ثاني الأسباب، تشير إلى ضعف مؤسسات الفريق، فعلى مستوى المكتب المسير يتحدث العديد من المراقبين على أن القرارات تتخذ وتنفد خارج المكتب، في سلوك ينم عن هشاشة التشكيلة المشكلة والتي يختارها الرئيس الذي بدوره يكون مرشحا وحيدا وكأن طنجة عاقر، خلال الجموع العامة التي تكون أشبه بما يسمى ب"ديمقراطية التصفيق"، أما على مستوى الجمع العام، فهو ضارب في "الديكتاتورية"، بحيث لا يتجاوز عدد أعضائه 50 في أحسن اجتماعاته، بسبب صعوبة الانخراط في النادي التي أصبحت شروطه مشددة وكأننا أمام "ثكنة عسكرية"، لا يلجها إلا صاحب حظوة، وهو أمر لا يستقيم في ظل القاعدة الجماهيرية الواسعة التي تتطلب مشاركة أوسع في تقرير مصير الفريق، والمشاركة الفعالة في رسم خريطة النادي الذي أصبح تشكل قاعدته الجماهيرية الأكبر ضمن الفرق الوطنية الكبرى . ثالث الأسباب، تؤكده حقيقة تهميش الاعب المحلي الذي لم يجد مكانه بعد ضمن تشكيلة النادي، بالشكل الذي يليق بمدرسة قيل أنها أسست لتفريخ المواهب، لا يمكن القبول بأن يكون العنصر المحلي غريبا في بيته، والأغلبية الساحقة من خارج المدرسة الكروية للفريق، فأن يشكل الاعب المحلي أقل من 10 في المائة من نسبة الكتيبة المشكلة للفريق، فهي فضيحة بكل المقاييس، تحتاج إلى مراجعة آنية . رابع الأسباب، تتجلى في الانتدابات التي قام بها المكتب المسير، فمن جهة تم التخلي بشكل غريب عن معظم الاعبين الأساسيين الذين كان لهم الفضل، وشكلوا العمود الفقري للكتيبة التي ساهمت في فوز اتحاد طنجة بدرع البطولة لأول مرة في تاريخه، ومن جهة ثانية تطرح الكثير من التساؤلات بشأن المعايير التي اعتمدت لجلب لاعبين وصل عددهم 17، وبميزانية ضخمة، دون أن يقدموا حتى الآن ما كان منتظرا منهم على أرضية الملعب. خامس سبب، يتمثل في الطريقة التي تم التخلي بها عن مدرب وابن الفريق الذي قاد فارس البوغاز للفوز بأول لقب للبطولة، وهي طريقة لم تراعي رمزية المدرب الذي من المفروض أن يقام له تمثال بمقر النادي كعربون وامتنان لهذه القيادة الفنية التي حصلت على درع لم يستطع أي مدرب الحصول عليه رغم مرور أسماء كبيرة بدكة احتياط اتحاد طنجة، كما أن الأسباب لم تكن مقنعة بالمرة، بل إن بعضها مضحك، فالتخلي عن مدرب بدعوى أن فارس البوغاز يحتاج إلى مدرب كبير تضحضه السيرة الذاتية البئيسة للمدرب المجلوب، كما أننا لا يمكن أن نصف مدرب فاز بالبطولة ب"الصغير"، فهذا القرار لم يكن موفقا بالمطلق وغلب عليه التهور وأدخلت فيه أمور شخصية، خاصة وأنه جاء في بداية البطولة، فكانت النتيجة اقصاء من كل المسابقات، ونتائج جد مخيبة في الدوري الوطني . الخلاصة، إن أركان النادي متهالكة، وهي أقرب إلى "الشخصنة" منها إلى المؤسسات، ومن هذا المنطلق فإن أي محاولة للملمة فضيحة النتائج الكارثية، والوضعية المزرية التي وصل إليها الفريق، بالتخلي مرة أخرى عن مدرب الفريق دون الإقدام على خطوات حقيقية ومعقولة لتصحيح الوضع، هي محاولة للهروب من كل هاته الحقائق ليس إلا، وأنه آن الأوان لفتح نقاش جدي ومسؤول بين كل مكونات المدينة حول واقع ومستقبل اتحاد طنجة، لكن قبل ذلك على المكتب المسير أن يضع المفاتيح ويغادر.