قام ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الأحد بزيارة قصيرة إلى موريتانيا، حيث وقع سلسلة من الاتفاقيات مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز. وترأس الرجلان مراسم توقيع اتفاقيات حول “الازدواج الضريبي” و “التهرب الضريبي”، بالإضافة إلى مذكرات تفاهم حول قضايا بيئية وهيدروليكية. ودعا “المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة” المعارض في بيان الى “عدم الترحيب” بالزيارة متهما الامير محمد بن سلمان بأنه جعل العربية السعودية “السند القوي لدولة اسرائيل”. كما اعتبر أن “حكم محمد بن سلمان هو من استدرج الصحافي جمال خاشقجي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول ليتم قتله وتقطيع جثمانه وإخفائه في جريمة نكراء لا تزال أصابع الاتهام بالمسؤولية المباشرة عنها تشير إلى محمد بن سلمان نفسه”. الا انه لم تحصل أي تظاهرة مناهضة للزيارة. وأثناء مراسم التوقيع، كشف وزير الاعلام السعودي عواد العواد عن قرار الأمير محمد بناء مستشفى جامعي في نواكشوط يجمع بين العديد من التخصصات ويحمل اسمه. وقد وصل ولي العهد السعودي إلى نواكشوط ظهر الاحد، ومن المتوقع وصوله بعد الظهر الى الجزائر العاصمة. وهي الجولة الخارجية الأولى للامير محمد منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في تركيا. وانضمت موريتانيا الى التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن زيارة الجزائر إلى ذلك، وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساء الأحد إلى الجزائر في زيارة رسمية تستمر يومين وتلقى معارضة من أحزاب وجمعيات وشخصيات إعلامية وثقافية. وكان في استقبال ولي العهد السعودي والوفد المرافق على أرض مطار الجزائر الدولي رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى وعدد من وزراء حكومته، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وكانت الرئاسة الجزائرية أعلنت السبت أن الزيارة ستسمح “بإعطاء دفع جديد للتعاون الثنائي وتجسيد مشاريع الشراكة والاستثمار وفتح آفاق جديدة لرجال الأعمال من أجل رفع حجم التبادل التجاري وتوسيع الشراكة الاقتصادية بين البلدين”. وإثر الإعلان عن هذه الزيارة نشر 17 صحافياً ومثقّفاً جزائرياً بياناً أعلنوا فيه رفضهم استقبال ولي العهد السعودي “في وقت كل العالم على يقين بأنه الآمر بجريمة فظيعة في حقّ الصحافي جمال خاشقجي”. واعتبر الموقّعون على البيان أن “الجزائر الرسمية ليس بإمكانها إعطاء منحة تشجيعية للسياسة الرجعية لهذه المملكة المصدّرة ليس فقط للبترول وإنما للأصولية الوهابية أيضاً التي تتدحرج بسرعة إلى أصولية عنيفة”. وكان مسؤولون أتراك ووسائل إعلام حكومية تركية اتّهموا الأمير محمد بن سلمان بانه هو من أصدر الأمر بقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 تشرين الأول/أكتوبر الفائت. كما رفضت الزيارة الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون واعتبرتها “استفزازاً” للجزائريين. بدوره، عارض حزب حركة مجتمع السلم الاسلامي زيارة بن سلمان لأنها “لا تخدم صورة الجزائر ولا سمعتها” كما قال رئيس الحزب عبد الرزاق مقري. واعتبر مقري أنّ “الظروف لا تسمح للجزائريين بأن يرحّبوا بولي العهد السعودي (…) هو مسؤول عن قتل أعداد هائلة من الاطفال والمدنيين في اليمن وسجن العديد من السعوديين بغير جرم وكان آخرهم الجريمة الداعشية ضد الصحافي جمال خاشقجي”.