قرر عبد اللطيف الشيلح والد الفتاة المغربية التي توفيت جراء غارة جوية لقوات حلف الشمال الأطلسي على منزل عائلة الخويلدي رفع دعوى قضائية ضد قيادة الحلف وطالب من المسؤولين المغاربة بفتح تحقيق في موضوع إغتيال ابنته. يوم 22 يونيو الماضي، توصل المواطن المغربي عبد اللطيف الشليح بمكالمة من السعودية تخبره أن ابنته عائشة لقيت حتفها قبل يومين داخل منزل عائلة الخويلدي أحد رموز نظام معمر القذافي، نتيجة لقصف المنزل المتواجد بمدينة "صرمان" والذي كانت تشتغل فيه مربية بصواريخ حلف الشمال الأطلسي "الناتو"، وأخبرته صاحبة المكالمة التي قدمتها نفسها على أنها صديقة ابنته وأنه تمكنت من مغاردة ليبيا في اتجاه السعودية، لم يتقبل الأب الخبر وقام مباشرة بربط الإتصال بمصالح السفارة المغربية بطرابلس للتأكد من ذلك، لكن المسؤولين بالسفارة أخبروه أن مدينة "صرمان" لم تتعرض للقصف بشكل نهائي، فبقي الأب حائرا بين خبر يؤكد وآخر ينفي وفاة ابنته وخصوصا أن خطوط الإتصال الهاتفي كانت مقطوعة بشكل نهائي. لكن بعد إصرار الأب على معرفة الحقيقة، ربط الإتصال مرة اخرى بالقنصل العام المغربي بمدينة طرابلس، فأخبره هذا الأخير أن ابنته فعلا قد توفيت في غارة جوية لطائرات حلف "الناتو"، وأنه عاين جثتها بالمستشفى، وأخبره أن السفارة مستعدة لمساعدته إذا كان يرغب في نقل جثتها لدفنها بالمغرب، وأمام هول الصدمة، رفض الأب إدخال جثة ابنته مشترطا كشف حقيقة وفاتها وحصوله على حقوقه كاملة. عائشة الشليح فتاة مغربية من مواليد 4 يوليوز 1971 بمدينة سلا، وعائلتها تقيم حاليا بمدينة تمارة، غادرت الدراسة مبكرا في مستوى السنة الرابعة إعدادي، وفي سنة 2004 غادرت المغرب في اتجاه الأراضي الليبية لتشتغل مربية وقيمة على بيت عائلة الماريشال المتقاعد من صفوف الجيش خالد الخويلدي الرجل الثاني في النظام الليبي، اشتغلت عائشة بمنزل ابن الخويلدي الذي يعمل مهندسا مدنيا، ويقيم بمنطقة "صرمان" القريبة من الحدود التونسية، ومنذ وصولها إلى جماهيرية القذافي كانت عائشة تتردد باستمرار على بيت عائلتها بمدينة تمارة. يحكي والدها بمرارة لموقع "لكم"، عن الأيام العصيبة التي عاشتها عائشة تحت الغارات الجوية لحلف الشمال الأطلسي على المدن الليبية، يقول الأب "كانت مسكينة تتصل بي بشكل مستمر، وكنت أطالبها بالعودة إلى المغرب، لكنها رفضت ذلك بمبرر أنها تعمل في منزل يوجد بمنطقة شبه قروية ولا علاقة للعائلة التي تعمل معها بنظام القذافي لكون مشغلها مهندس ويعمل بالقطاع المدني"، لكن حلف "الناتو" كان مصر على استهداف عائلة الخويلدي التي يعتبرها من إحدى ركائز نظام القذافي. بعد تأكده من خبر وفاة ابنته، وتوصله بتقرير الطب الشرعي الذي يتضمن معطيات تفيد أن جثتها تحولت إلى أشلاء، قرر الشليح خوض معركة قضائية ضد حلف "الناتو"، وكلف محامي بالقيام بالإجراءات القانونية لرفع دعوى مدنية أمام محكمة بمدينة بروكسيل البلجيكية حيث يوجد مقر الحلف، وعقدت أول جلسة للنظر في الملف يوم الأسبوع الماضي (23 غشت الجاري)، لكن نظرا لتزامن الجلسة مع العطلة القضائية ولخصوصية الملف، قررت رئيسة المحكمة تأجيل مناقشة ملف القضية إلى غاية الأسابيع الأولى من شهر شتنبر، ولم يحضر محامي حلف الشمال الأطلسي الجلسة الأولى. لجوء والد عائشة للقضاء البلجيكي، قابله تعامل "بارد" من طرف مسؤولي الحكومة المغربية خاصة وزارة الخارجية والوزارة المنتدبة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج، وعبر عن ذلك بقوله "الحكومة المغربية في سبات عميق، تعاملوا معها كأنها قطة مغربية توفيت في ليبيا"، وناشد الحكومة لكي تتحمل مسؤوليتها بالمطالبة بفتح تحقيق وتقديم احتجاج رسمي لدى قيادة الناتو حول ما وقع، كما قرر رفع دعوى جنائية أخرى لكل من تورط في ما اسماه "إغتيال" ابنته مع سبق الإصرار والترصد من الجاسوس إلى المسؤول الذي أعطى الأوامر للطيار بإطلاق الصواريخ على المنزل عائلة الخويلدي، ووجه رسائل للمسؤولين الحكوميين والهيئات الحقوقية لمساندته في محنته.