انضم عبد السلام الجلود، الرجل الثاني السابق في النظام الليبي وأحد القريبين من العقيد معمر القذافي، إلى صفوف الثوار الذين أعلنوا، أمس الجمعة، تحقيق تقدم عسكري كبير في طريقهم إلى طرابلس. وقال المتحدث العسكري باسم المتمردين العقيد أحمد عمر بني لفرانس برس "لقد غادر (جلود) طرابلس وانضم إلى الثوار". وأضاف بني ردا على سؤال في بنغازي عاصمة الثوار الليبيين في شرق البلاد "لدواع أمنية لا نستطيع أن نكشف مكان وجوده حاليا". واختفى جلود عن الأنظار، منذ سنوات، بعد صعود نجم سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي. وأفاد مصدر آخر لدى المتمردين رافضا كشف هويته أن "جلود تمكن من الفرار من طرابلس مع عائلته ووصل الجمعة إلى مدينة الزنتان" التي يسيطر عليها الثوار والواقعة جنوب غرب طرابلس. عسكريا، أعلن الثوار الليبيون تحقيق تقدم كبير الجمعة مع سيطرتهم على مدينتي زليتن والزاوية في طريقهم إلى العاصمة طرابلس، معقل النظام الليبي التي يسعى الآلاف إلى الفرار منها. وسيطر الثوار أيضا على مصفاة الزاوية، وهي مصدر أساسي للوقود بالنسبة إلى العاصمة وفق مراسل فرانس برس. وأعلن الثوار أنهم سيطروا، عصر الجمعة، على مدينة زليتن الواقعة على بعد 150 كلم شرق طرابلس، والتي كانوا شنوا عليها هجوما واسعا ابتداء من الصباح. وقال مسؤول في المركز الإعلامي للمجلس العسكري في مصراتة لفرانس برس إن "زليتن باتت تحت سيطرة مقاتلينا" مضيفا "لكن المعارك لم تتوقف فيها بعد". وأضاف هذا المسؤول "في الساعة 00،16 ابلغنا مقاتلونا بأنهم تقدموا حتى جسر زليتن وقد استولوا على دبابة وعلى الكثير من الآليات العسكرية التي باتوا يستخدمونها ضد العدو". وكان الثوار أعلنوا أنهم شنوا ابتداء من الصباح هجوما واسعا على هذه المدينة لإخراج قوات القذافي منها وأوضحوا أن "المعركة بدأت بقصف مدفعي على مواقع قوات القذافي اتبعت بتقدم سريع لقوة مشاة من الثوار". وأضافوا "أتاح الهجوم التقدم نحو خمسة كيلومترات وبات القسم الشمالي من المدينة الواقع على طول الشاطئ تحت سيطرتنا التامة". كما أعلن الثوار أسر العقيد عمران علي بن سليم مسؤول الاستخبارات في المدينة. وأوضح الثوار أنه تم فك أسر نحو 50 عائلة كانت قوات القذافي تستخدم أفرادها رهائن وقد نقلوا على متن حافلات إلى مصراتة. وفي بيان آخر عصر الجمعة دعا المركز الإعلامي للمجلس العسكري في مصراتة العسكريين الموالين للقذافي الذين لا يزالون في زليتن إلى "الكف عن قتل إخوانهم الليبيين لأن القذافي يستعد للهرب مع عائلته وسيتخلى عنكم". كما وعد الثوار في بيانهم المرتزقة الذين يقاتلون مع قوات القذافي ب"السماح لهم بالعودة إلى بلدانهم سالمين" في حال وافقوا على الاستسلام. ودعا الثوار أخيرا "المواطنين الليبيين إلى اتباع التعليمات وعدم اللجوء إلى الانتقام أو خرق القانون واحترام أملاك الغير". ولم تتوافر أي حصيلة عن معارك الجمعة واكتفى الثوار بالإقرار بسقوط "قتلى وجرحى" في صفوفهم. كذلك، أعلن الثوار الليبيون أنهم باتوا يسيطرون على مدينة الزاوية الواقعة على بعد 40 كلم غرب طرابلس في حين لاحظ مراسل فرانس برس أنهم سيطروا على مستشفى المدينة الذي كان آخر مبنى كبير تتمركز فيه قوات القذافي. وهتف الثوار "الزاوية تحررت" بعد أن سيطروا على مستشفى المدينة الضخم الذي كان لا يزال يحمل صور الزعيم الليبي والإعلام الخضراء. وتعد الزاوية العقبة الكبرى الأخيرة بين الثوار والتقدم باتجاه طرابلس من الغرب. وقد سيطر الثوار على الميدان بوسط المدينة وعلى المستشفى وعلى مصفاة المدينة، وهي الوحيدة في غرب ليبيا والحيوية لبقاء نظام القذافي لإمدادها طرابلس بالوقود. وأوضح محمد الحلوج المسؤول الوحيد الموجود في المكان لفرانس برس "بالنسبة إلى طرابلس، فإن الإمداد بالطاقة يأتي من هنا، لا مصدر آخر"، موضحا أن المصفاة توفر للعاصمة الفيول والدييزل والوقود وحتى الغاز المنزلي. --- تعليق الصورة: عبد السلام جلود في صورة قديمة (يمين) وسيف الإسلام (يسار)