يمثل الرئيس المصري السابق حسني مبارك مجددا الاثنين أمام محكمة جنايات القاهرة متهما بقتل متظاهرين أثناء الانتفاضة التي أسقطته قبل ستة أشهر وبالفساد المالي. ونقلت صحيفة المصري اليوم المستقلة عن فريد أديب رئيس هيئة الدفاع عن مبارك قوله إن الرئيس السابق سيحضر جلسة الاثنين. وكانت محاكمة مبارك بدأت في الثالث من غشت الجاري بحضوره وحضور نجليه علاء وجمال المتهمين بالفساد. وبينما كانت الغالبية العظمى من المصريين تتوقع أن يغيب مبارك عن المحاكمة، ظهر في الجلسة الأولى داخل القفص راقدا على سرير طبي نقال. وبدا مبارك في هذه الجلسة في حالة جيدة ورد بصوت واضح على أسئلة رئيس المحكمة القاضي احمد رفعت نافيا كل الاتهامات الموجهة إليه. ونشرت صورته في قفص الاتهام في جميع أنحاء العالم بينما اعتبر المصريون أن المحاكمة "انتصار جديد للثورة". ويواجه مبارك عقوبة الإعدام إذا ما ثبت انه اصدر بالفعل أوامر بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين وقتلهم. وسقط قرابة 850 قتيلا، غالبيتهم العظمى من الشباب، كما أصيب أكثر من ستة آلاف شخص جراء قمع قوات الشرطة للتظاهرات التي دامت 18 يوما. وخلال الجلسة الأولى طلب محامي مبارك وكذلك محامو المدعين بالحق المدني، أي أسر الضحايا، استدعاء رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي للإدلاء بشهادته في القضية. ولم يقرر رئيس المحكمة بعد ما إذا كان سيقبل هذا الطلب أم لا إلا أن مصدرا عسكريا أكد أن المشير طنطاوي سيمثل أمام المحكمة إذا ما قررت استدعاءه. وطلب كذلك رئيس هيئة الدفاع عن مبارك نظر قضيته بشكل منفصل عن قضية وزير الداخلية السابق حبيب العادلي ومعاونيه الستة المتهمين بإصدار أوامر بقتل المتظاهرين. غير أن محامي المدعين بالحق المدني ألحوا في طلب ضم القضيتين خلال جلسة محاكمة العادلي ومساعديه التي تنظرها المحكمة نفسها. ويسعى محامو أسر الضحايا إلى إثبات حصول العادلي على تعليمات من مبارك باستخدام الرصاص ضد المتظاهرين كما يسعون إلى إثبات وجود قناصة ينتمون إلى وحدة مكافحة الإرهاب الدولي بوزارة الداخلية استهدفوا المتظاهرين من فوق أسطح عدد من المباني الرئيسية في ميدان التحرير أثناء الثورة. وأصر دفاع اسر الشهداء على الاطلاع على شرائط فيديو سجلها جهاز المخابرات العامة المصري لوقائع الانتفاضة المصرية. ووعد رئيس المحكمة بتمكينهم من رؤية هذه الأشرطة. وتعقد جلسات محاكمة مبارك تحت حراسة أمنية مشددة في أكاديمية الشرطة بضاحية القاهرةالجديدة في شرق العاصمة المصرية وهي أكاديمية كانت حتى الحادي عشر من فبراير الماضي تسمى "أكاديمية مبارك للأمن".