23 سبتمبر, 2018 - 01:12:00 سجل تقرير رسمي حديث صادر عن "المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي"، تزايد عدد الأفراد الذين يعانون من الفقر والهشاشة في المغرب خلال السنوات الأخيرة. وجاء في التقرير الصادر حديثا تحت عنوان "الموضوع الخاص للتقرير السنوي 2017.. الفوارق الاجتماعية والمجالية"، أن تزايد الاحتجاجات ذات المطالب الاجتماعية في بعض المناطق، خلال الفترة الأخيرة، يفيد أن الفقر والبطالة في صفوف الشباب والفوارق أصبحت تتجاوز الحدود المقبولة. ودعا التقرير الصادر عن مؤسسة رسمية يرأسها نزار بركة، الذي يشغل في نفس الوقت رئيس حزب "الاستقلال" (المعارض للحكومة)، إلى العمل على تعزيز العدالة الاجتماعية والمساءلة والحكامة الجيدة ومحاربة الفساد وكل أشكال الشطط، بالموازاة مع القيام بتدخل عميق من أجل معالجة الفوارق الاقتصادية والاجتماعية والمجالية المسجَلة. وقال التقرير إن الفقر سجل تراجعا في المغرب، على غرار باقي بلدان العالم، لكن فقط على صعيد الفقر النقدي، غير أن ُ نسبة الأشخاص الذين يعانون من الفقر متعدد الأبعاد و/ أو الهشاشة لا تزال مرتفعة،َ ذلك ّ أن الفوارق، إذا اقتصرنا على البعد الاقتصادي فقط، توجد في مستوى أعلى من متوسط البلدان المماثلة. وزاد التقرير أن القلق يزداد إزاء هذه الوضعية عندما تؤخذ الأبعاد المتعددة للفوارق بعين الاعتبار، سيما الجانب الاجتماعي والجانب المتعلق بالنوع والفوارق المجالية، وغير ذلك. وأوضح التقرير أن المغرب وضع عد ّ ة برامج واستراتيجيات ترمي إلى الحد ّ من الفقر والإقصاء الاجتماعي والحد َ من الفوارق في مجال الولوج إلى الحقوق الأساسية، فضلا عن الفوارق المجالية. مضيفا أن بعض هذه الأوراش ذات طابع ّ خاص ومحدد من ْ حيث أنها تستهدف قطاعا معينا أو شريحة اجتماعية معينَة (برنامج تسير، مليون محفظة، مدّونة الأسرة، القانون المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء، برامج المقاولة الذاتية، نظام المساعدة الطبية "راميد"، التجبير الإجباري عن المرض..)، في حين تكتسي أوراش أخرى صبغة عرضانية، مثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو ورش الجهوية المتقد َمة. ويقول التقرير إنه وبالرغم من التقدم المحرز، سيما في مجال الحد من الفقر النقدي الذي انتقلت نسبته من 15,3 في المائة سنة 2001 إلى 4,8 في المائة سنة 2014 ، ّ فإن الفوارق، بمختلف أشكالها، ما فتئت ّ تؤثر ٍ بشكل ٍ كبير على التماسك الاجتماعي في المغرب. علاوة ّ على ذلك، فإن الحد من الفوارق يكتسي صبغة جد ّ معقدة، بالنظر إلى طبيعتها التراكمية، زيادة على قابلية انتقالها من جيل ٍ إلى جيل ّ ، وتعدد أسبابها.