في إطار منتديات النقاش العمومي التي دأب حزب التقدم والاشتراكية على إطلاقها قبيل التئام مؤتمراته الوطنية، من أجل تعبئة المناضلين والفعاليات المجتمعية والنخب الفكرية والسياسية وإشراكهم في التفكير الجماعي لصياغة وثيقة برنامجية جديدة ومتجددة، ينظم الحزب، في أفق مؤتمره الوطني العاشر، سلسلة من اللقاءات العمومية تتمحور حول سؤال: "أي معالجة لإشكالية الفقر والفوارق الاجتماعية؟" وذلك بمقره الوطني بحي الرياضبالرباط، أيام 14 و28 دجنبر 2017 و10 يناير 2018 على أن تعقب ذلك لقاءات موضوعاتية أخرى ببعض المدن والجهات في وقت لاحق. وفيما يلي ورقة عمل خاصة بموضوع لقاءات الرباط: تعتبر إشكالية الفقر من التمظهرات الاجتماعية الخطيرة التي تميز المجتمع المغربي على غرار العديد من البلدان الرأسمالية والليبرالية. ويمكن التمييز بين أنواع مختلفة ومتنوعة من الفقر: الفقر المطلق، والفقر النسبي، والفقر متعدد الأبعاد، الخ…… والقاسم المشترك يكمن في هشاشة الساكنة المعنية ومعاناتها اليومية في سد حاجياتها الأساسية، ولا تعتبر هذه الظاهرة قدرا محتوما، بل هي نتاج لاختيارات اقتصادية واجتماعية تعتمد على التوجه الليبرالي، ومحدودية السياسات الاجتماعية المدمجة. وبالرغم من المجهودات المبذولة خلال العقدين الأخيرين في سبيل محاربة آفة الفقر والحد منها، فإن النتائج المحصل عليها تبقى متواضعة، حيث همت هذه العمليات، من قبيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالخصوص، الجماعات الترابية التي يتجاوز فيها معدل الفقر 30 في المائة، دون الاهتمام بالفئات الأخرى التي تعاني الهشاشة. ونسعى من خلال تنظيم هذا اللقاء، بمشاركة خبراء وفاعلين في الميدان، إلى تسليط الضوء على هذه الظاهرة للتعمق أكثر في تجلياتها، مع العمل على تقديم اقتراحات عملية وبرنامجية للحد من ظاهرة الفقر والفوارق الاجتماعية والمجالية.. وهكذا سنعمل على تقديم بعض الإجابات للتساؤلات التالية: لماذا لم يتمكن المغرب من تحسين تصنيفه في مؤتمر التنمية الاجتماعية؟ ألم يحن الوقت لتبني سياسة اجتماعية جديدة مندمجة وقائمة على الالتقائية؟ بالنظر إلى كون الفقر ظاهرة قروية، ماهي المعالجة التي ينبغي اتباعها لتنمية العالم القروي والعناية أكثر بالمناطق الجبلية؟ وبالنظر إلى تأنيث الفقر، كيف يمكن استهداف المرأة المغربية وإدماجها في العملية التنموية؟ هل يمكن الاعتماد على الجهوية المتقدمة والتنمية المحلية كرافعة لمحاربة الفقر؟ ما هو دور المجتمع المدني والعمل الإحساني في محاربة ظاهرة الفقر وتقديم العون لمن هم في حاجة إلى ذلك، وإلى أي حد يمكن الاعتماد على هذا الأسلوب؟ كيف يمكن تطبيق الاستهداف إذا نحن سلمنا بضرورة اتباعه؟ هل بتوزيع مبالغ مالية قارة أو بوسائل أخرى؟ هل هناك تجارب ناجعة على الصعيد الدولي يمكن الاستئناس بها، وممارسات فضلى يمكن اتباعها؟ هذه بعض الأسئلة من بين أسئلة عديدة سيعمل الحزب على دراستها بتنظيم ثلاثة لقاءات حسب الجدول التالي: الخميس 14 دجنبر 2017: إشكالية الفقر في المغرب الخميس 28 دجنبر 2017: الفوارق الاجتماعية والمجالية الأربعاء 10 يناير 2018: تنمية المناطق الجبلية ستنظم هذه اللقاءات بالمقر الوطني للحزب الكائن بشارع الزيتون حي الرياض، على الساعة الخامسة مساء.