عقد المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية اجتماعه الدوري، يوم الاثنين 04 دجنبر 2017، وتطرق في بداية أشغاله إلى الحضور المتميز الذي سجلته بلادنا في القمة الإفريقية الأوروبية المنعقدة بأبيدجان يومي 29-30 نونبر المنصرم، وهو ما عكسه التقدير الكبير الذي حظيت به المشاركة الشخصية لجلالة الملك في أشغال هذه القمة، وترافع جلالته القوي لصالح مقاربة جديدة لمسألة الهجرة، بارتباط مع قضايا التنمية ومحاربة الفقر والسلم والاستقرار خدمة لمصلحة شعوب القارة والمنطقة. كما عكست هذه المشاركة مواصلة بلادنا نهج امتلاك المبادرة في المحافل القارية والدولية، دفاعا عن قضايا الوطن، وفي مقدمتها ملف وحدتنا الترابية، وتكريس منهجية الديبلوماسية الهجومية، عبر تنويع وتعزيز علاقات المغرب بدول إفريقيا، وتطويق واستباق مناورات الخصوم، استنادا إلى عدالة قضية الصحراء المغربية ومشروعية مطالب شعوب إفريقيا في التنمية والحرية والعدالة الاجتماعية، والتي يسعى المغرب للإسهام في حملها والدفاع عنها، إلى جانب باقي القوى الرائدة في القارة. وفي هذا الصدد، يسجل المكتب السياسي بكل اعتزاز الاتصالات الهامة التي أجراها جلالة الملك مع كل من رئيس أنغولا، تأكيدا للآفاق الواعدة للعلاقات الثنائية بين البلدين، وكذا الاستقبال الذي خصصه جلالته لرئيس جمهورية جنوب إفريقيا وما يرمز إليه ذلك من فتح صفحة جديدة في علاقات المغرب بهذا البلد الهام في القارة الإفريقية. وحزب التقدم والاشتراكية إذ يثمن هذه المشاركة المتميزة وما تحقق خلالها من مكتسبات، فإنه يدعو إلى مواصلة وتكثيف هذا النهج الديبلوماسي القائم على النفس الهجومي واليقظة، ويدعو إلى تعميمه ليشمل كافة مستويات وأبعاد العمل الديبلوماسي، بما في ذلك الديبلوماسية الموازية التي تسهم فيها الأحزاب السياسية وباقي فعاليات المجتمع المؤهلة لذلك، دفاعا عن القضايا الوطنية وبما يمكن بلادنا من الوفاء بالتزاماتها القارية والدولية. إثر ذلك، استمع المكتب السياسي إلى تقرير تقدم به الأمين العام للحزب حول لقاء الحوار رفيع المستوى الذي نظمته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مع أحزاب سياسية من باقي أنحاء العالم في الفترة ما بين 30 نونبر و03 دجنبر 2017 بالعاصمة بكين، بمشاركة ما يناهز 300 حزب سياسي من 120 دولة من مختلف القارات، والذي خصص للتعريف بالخطة الصادرة عن المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، وما تقوم عليه من دعامات مختلفة الأبعاد. وقد مكنت مشاركة الأمين العام للحزب في فعاليات هذا الحوار رفيع المستوى من ربط اتصالات متعددة مع أحزاب سياسية من مختلف القارات، كما تم بالخصوص دعوة الحزب الشيوعي الصيني لحضور فعاليات المؤتمر الوطني العاشر لحزب التقدم والاشتراكية المزمع انعقاده منتصف السنة المقبلة 2018. وارتباطا بذلك، وفي سياق التحضير للمؤتمر الوطني العاشر للحزب، قرر المكتب السياسي تخصيص منتديات نقاش تعنى بقضايا الديبلوماسية والديبلوماسية الموازية والعلاقات الدولية للحزب، وذلك بما يمكن من تدقيق تصور الحزب وبرنامج عمله على هذا المستوى. بعد ذلك، انكب المكتب السياسي على مواصلة التحضير لاجتماع الدورة التاسعة للجنة المركزية للحزب الذي سينعقد يوم الأحد 17 دجنبر المقبل بقاعة الندوات بمركز الاستقبال بحي الرياض بمدينة الرباط، حيث أجرى المكتب السياسي تقييما عاما للأجواء التي ميزت اللقاءات الإقليمية التعبوية المنعقدة خلال الفترة المنصرمة على صعيد جهات سوس ماسة، وفاس مكناس، والجهة الشرقية، وكذا اللقاءات المنعقدة على صعيد كل من الفرع الإقليمي لسطات والفرع الإقليمي للخميسات. كما قرر المكتب السياسي عقد اجتماع فريق العمل المكلف بتدارس وتهييئ ورقة تفسيرية لمشروع المسطرة التنظيمية المتعلقة بمراحل التحضير للمؤتمر الوطني العاشر يوم الأربعاء 06 دجنبر المقبل، إضافة إلى عقد اجتماع خاص بمتتبعي الجهات والمسؤولين عن تتبع القطاعات مع الأمين العام للحزب، قصد تدارس مستوى جاهزية الفروع الاقليمية والقطاعات الموازية والرفع من مستوى تعبئتها وانخراطها في التحضير للمؤتمر الوطني العاشر للحزب. كما أقر المكتب السياسي برنامجا أوليا لمنتديات للنقاش العمومي حول إشكالية الفقر والفوارق الاجتماعية، سيتم تنظيمها خلال شهري دجنبر الجاري ويناير المقبل بقاعة علي يعته بالمقر الوطني للحزب بالرباط، وتتطرق إلى قضايا الفقر في المغرب، والفوارق الاجتماعية والمجالية وتنمية المناطق الجبلية. وفي ختام أشغال اجتماعه، بت المكتب السياسي في جملة من القضايا المختلفة واتخذ بشأنها التدابير اللازمة.