يواجه الأطفال الذين يعانون مرض التوحد صعوبات كبيرة في العثور على الحذاء في الغرفة أو التفاح في المتجر ما يؤثر سلبا على قدرتهم على العيش حياة طبيعية على ما أظهرت دراسة جديدة. وتتناقض هذه الدراسة، التي نشرت وكالة فرانس برس نتائجها، مع دراسات سابقة تستند إلى محاكاة معلوماتية أظهرت أن الأطفال المصابين بالتوحد يتمتعون بقدرات بصرية للبحث استثنائية. إلا أن الدراسة الأخيرة أجريت في ظروف قريبة من الحياة الفعلية لهؤلاء. خلال هذه التجارب طلب الباحثون من 40 طفلا بينهم 20 مصابا بالتوحد في السن ذاتها، البحث بأسرع وقت ممكن عن الهدف وهو ضوء احمر مخبأ بين 16 ضوءا اخضر. وكان على الأطفال أن يضغطوا على هذه الأضواء حتى يصلوا إلى الأحمر. ووضع الباحثون 80 في المائة من هذه الأضواء على الجانب نفسه من خط وسطي حيث يسهل العثور على الهدف. وتقوم فرضية مطروحة راهنا على أن الأطفال المتوحدين يتجاوبون بشكل أفضل مع كل ما هو منظم مثل جداول مواعيد القطار أو الأعداد الصحيحة. إلا أن الأطفال المتوحدين في الدراسة الجديدة كانوا أقل فعالية وتنظما من الأولاد الأصحاء في هذه التجربة. فكانوا أكثر بطئا مثلا في التركيز على الجزء الذي يتضمن العدد الأكبر من الاضواء على ما أوضح الباحثون في جامعة بريستول في بريطانيا المشرفون الأساسيون على هذه الدراسة التي نشرت مجلة "أكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم". وتظهر هذه الدراسة الصعوبات التي يواجهها الأطفال المتوحدون في العالم الفعلي بسبب الصعوبة في التنقل والبحث عن أشياء في محيط مباشر لا يمكنهم أن يتعرفوا إلى مميزاته أو مراجعه.