06 غشت, 2018 - 03:40:00 دعا "مرصد حماية البيئة و المآثر التاريخية" إلى استثمار حالة إقدام السلطات المحلية بطنجة يوم السبت 4 غشت الجاري، على هدم جزئي على مستوى مقهى الحافة الشهير، لإعادة الاعتبار لهذه المعلمة، و تأهيلها بمنطق المصلحة العامة للمدينة ولتاريخها وثقافتها، وذلك بجعلها فضاء للراحة والترفيه السليم والمسؤول. وطالب في بيان وصل "لكم" نسخة منه، الجهات الوصية على التراث بالجهة وخاصة مفتشي ومحافظي المباني التاريخية بتفعيل القانون بشكل عام يشمل جميع القطاعات التاريخية بالمدينة لاسيما بالمدينة القديمة التي تشهد خروقات بالجملة وبشكل يومي. واعتبر المرصد حدث الهدم الجزئي لمقهى الحافة أنه يأتي في سياق متصل للحالات المتكررة لإتلاف وتشويه وتغيير معالم البنايات التاريخية سواء بالمدينة العتيقة أ بشارعي باستور وصلاح الدين الأيوبي وغيرها من المحاور التاريخية بالمدينة. وذكر المرصد أنه سبق وأن نبه مرارا من خلال مختلف اللقاءات والندوات التي ينظمها وكذا من خلال تقاريره السنوية إلى ما تتعرض له العديد من المواقع والبنايات التاريخية من إتلاف وإهمال يعرضها للضياع والاندثار وتغيير المعالم بما يتناقض مع تاريخ المدينة وأصالتها. وأكد على أن ما حدث مؤخرا بالمقهى المذكور يعتبر نموذجا حيا لعملية إتلاف موقع تاريخي بعيدا عن أي مراقبة، ودون أخذ رأي الجهات الوصية على التراث والحصول على رخصة لمباشرة أي عملية إصلاح أو إضافة، مشيرا إلى أنه محكا حقيقيا لمختلف الجهات المسؤولة عن التراث والمباني التاريخية من أجل حماية المآثر المقيدة في السجل الوطني، مذكرا بالنص القانوني رقم 22/80 الخاص بالمحافظة على المآثر التاريخية في الفصل السادس منه، على عدم تغيير طبيعة العقار أو المنقول المقيد ولا إتلافه ولا ترميمه ولا إدخال تغيير عليه ما لم يعلم المالك الإدارة بذلك قبل التاريخ المقرر للشروع في الأعمال بستة أشهر على الأقل. وجدد المرصد، مطالبه للسلطات المسؤولة عن القطاع بضرورة التوفر على مقاربة شاملة ومندمجة، كما أنه يدعو في نفس الآن إلى تطبيق القانون الخاص بالمحافظة على المآثر التاريخية، و تفعيل المسطرة القانونية في كل حالة يثبت فيها مخالفة القانون، مشددا على الحرص على أصالة المدينة العتيقة من خلال تدقيق عملية الرخص الخاصة بالترميم و تفعيل العديد من التوصيات و القرارات في هذا المجال ، مع الإسراع بإعادة تنشيط اللجان المختلطة التي أحدثت لهذا الغرض. وأكد المرصد البيئي على ضرورة مباشرة مختلف الجهات المسؤولة لعملية إحصاء المنازل والمباني التاريخية الأثرية الآيلة للسقوط وتحديد نوع التدخل اللازم للحفاظ عليها. في ذات السياق دعا البيان إلى التفاعل الجدي مع نداءات و تقارير المجتمع المدني الداعية إلى التدخل لإنقاذ العديد من المواقع والمباني التاريخية، داعيا كافة المتدخلين و المسؤولين والفاعلين المدنيين والإعلاميين إلى تكثيف الجهود للحفاظ على مآثر طنجة وبناياتها التاريخية وفق مقاربة عقلانية وتشاركية تضمن تأهيل تراث المدينة و تثمين دوره الحضاري والإشعاعي. وتعتبر مقهى الحافة رمزا تاريخيا لطنجة و قبلة للمشاهير والأدباء والساسة يعود بناؤه لسنة 1921، كما أنه أصبح مقيدا ضمن سجل التراث الوطني منذ سنة 2015.