18 يوليوز, 2018 - 01:46:00 قال مصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، إنه قضى مدة كبيرة كمحامي وثلاث ولايات تشريعية كبرلماني بين رئاسة فريق ورئيس لجنة، ثم خمس سنوات ونصف في وزارة العدل وكان يعتقد أنه فهم أشياء كثيرة لكن بعد انتقاله إلى فضاء حقوق الإنسان اكتشف أنه يجب أن يعرف أشياء كثيرة في ثقافته الحقوقية. وأضاف الرميد، خلال مشاركته في ندوة نظمتها جمعية المحامين الشباب والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، يوم أمس الثلاثاء، بالدار البيضاء، حول "خطة العمل الوطنية من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان"، أن حقوق الإنسان هي ميدان السهل الممتنع، يظن الإنسان أنها في المتناول وبإمكان كل شخص أن يتمكن منها بسهولة، والواقع أنها يمكن أن لا تكون كذلك، لأنها بحر وفضاء مترامي الأطراف لمن أراد التعمق فيها. وتابع الرميد كلامه قائلا" ممكن أن أقول إنه مع أني قضيت أزيد من سنة على رأس وزارة حقوق الإنسان، وهي جزء من مهامي التي تتعدى حقوق الإنسان لكني مازلت أتعلم حقوق الإنسان وسأظل أتعلمها". وأوضح الرميد، "أنه يقول من غير تسرع ولا مجازفة ولا مجاملة إن الخطة الوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان تأتي في سياق تطور لافت لحقوق الإنسان، وهو تطور مستمر ومطرد لكنه بطيء ومطضرب، وفي الغالب يعتمد البعض على هذا التطور المطرد للقول بأن كل الأمور بخير، وممكن لغيرهم من الناس أن يعتمد هذا البطؤ ليقول إنه لا شيء تحقق". وأشار الرميد أن "الحقيقة بين هذا وذاك يعبر عنها دائما بالقول بأن المغرب ليس جحيما لحقوق الإنسان ولكن أيضا ليس جنة حقوقية، ونعيش مرحلة انتقال بكل صعوباتها وإكراهياتها ومشاكلها، وهنا أستعير مثل أقوله دائما بأننا لسنا قهوة خالصة ولا حليبا خالصا، إننا في وضع تمزج فيه القهوة والحليب". وأبرز الرميد أنه لما حضر أعضاء اللجنة الفرعية للوقاية من التعذيب في المغرب استقبلهم، وقال لهم زوروا أي مكان تختارون، "لكن أنا اقول لكم اننا لا ندعي بأننا أنجزنا كل شيء، ولكن ندعي أننا أنجزنا أشياء كثيرة". وأكد الرميد أن الخلاف الحاصل حاليا هو بين من يقول إنه في المغرب القهوة أكثر من الحليب، وبمن يقول الحليب أكثر من القهوة، ومخطئ من يقول بأن الوضع حليب خالص أو قهوة خالصة"، على حد وصفه. مداخلة الرميد رد عليها محمد أغناج محامي معتقلي حراك الريف بالقول : "تختلف نظرتنا في أين هو مكاننا هل في الحليب أم القهوة؟ مع العلم أن الحليب في هذه الفترة أصبح موضوعا ذا حساسية، وطبيعي أن الإنسان الموجود في مكان الحليب أن لا يشعر بمرارة من يعيش في مكان القهوة. وأضاف أغناج "أن القهوة والحليب ليست نكتة بل هي حقوق وحريات وآلام ومآسي المواطنين، والذي يعيش وسط المآسي يعرف جيدا الانتهاكات ضد أي فرد أو فئة أو مجموعة مهما كانت صغيرة لأن القضية ليست نسبية".