هدد أحمد بوكوس، عميد "المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية"، الباحث والناشط الأمازيغي أحمد عصيد بفصله من العهد من خلال إنهاء عقد التحاقه به منذ تأسيسه. وقالت مصادر من داخل المعهد تحدثت لموقع "لكم"، إن تهديد بوكوس جاء للرد على النشاط السياسي والثقافي لعصيد الذي عبر في الفترة الأخيرة عن مواقف جريئة فيما يتعلق بالحراك السياسي الذي يعرفه المغرب. ونقل عن ذات المصادر أن بوكوس استدعى عصيد مع نهاية الموسم العلمي للمعهد، إلى مكتبه وأشعره بأنه سينهي عقد التحاقه بالمعهد مبررا قراره بأن النشاط السياسي والثقافي، والتصريحات والمقالات الصحفية لعصيد تضر بمصالح المعهد وتهدد رزق العاملين به. وخاطب العميد عصيد بالقول "إن واجبي يحتم علي الحفاظ على مورد عيش من يشتغلون بالمعهد". ورغم أن أنشطة وتصريحات عصيد لا تتم تحت غطاء المعهد، إلا أن عميده رآى فيها خروجا عن "التقاليد المرعية" في المؤسسات المخزنية التي يعتبر بوكوس أن المعهد هو جزء منها ما دام يحمل اسم "الملكي"، وتأسس ب"ظهير" ملكي وتم تعيين عميده وأعضائه ب"ظهير" ملكي. حسابات شخصية أم تعليمات فوقية وفيما لم يعرف من داخل المعهد ما إذا كان تهديد بوكوس جاء بإيعاز من جهات من خارج المعهد أصبح يزعجها نشاط وتصريحات عصيد، أو مجرد "تصفية حسابات شخصية" مع أحد الأصوات المنتقدة لأداء المعهد من داخله، علم أن مجموعة من الباحثين داخل المعهد المنضوين تحت لواء جمعية عقدوا اجتماعا طارئا لتدارس هذا المستجد، وخلصوا إلى تحرير رسالة وجهوها إلى بوكوس لاستفساره عن حيثيات تهديداته، فكان جواب بوكوس أنه أنكر أن تكون قد صدرت عنه مثل هذه التهديدات، وهو ما رآى فيه الباحثون تراجعا عن قرار كان ينوي اتخاذه. وفي اتصال مع عصيد، أكد هذا الأخير لموقع "لكم" خبر إشعاره من طرف العميد بإنهاء التحاقه بالمعهد، لكنه رفض الدخول في أية تفاصيل أخرى. لكن مصادر من داخل المعهد أكدت للموقع بأن الخلافات بين عصيد وعميد المعهد لم تبدأ اليوم، وإنما تعود إلى فترة طويلة، فقد سبق لبوكوس أن حذر عصيد أكثر من مرة بالكف عن أنشطته الثقافية والسياسية، والحد من مقالاته وتصريحاته للصحافية، على أساس أن المنتمين للمعهد ملزمون ب"واجب التحفظ" وعدم تجاوز "التقاليد المرعية". ويرى باحثون من داخل المعهد أن بوكوس انزعج كثيرا من الكتاب الأخير الذي أصدره عصيد وانتقد فيه بحدة أداء المعهد الذي يرأسه بوكوس منذ سبع سنوات. وكان بوكوس قد أتى على نفس التصرف مع باحث آخر هو محمد المدلاوي، الذي فصله نهاية الموسم الماضي من عمله بالمعهد، كعقاب على عدم ولائه لعميد المعهد. وبات الباحثون يتوقعون مع نهاية كل موسم فصل أحدهم عقابا له على أمر ما. ويعتقد أن العميد يختار نهاية الموسم لعدم إثارة انتباه باقي منتسبي المعهد. لكن يبدو أن حالة عصيد ستثير على بوكوس من المشاكل أكثر مما توقع بالنظر إلى نشاط الرجل ومصداقيته لدى الكثير من الفعاليات الأمازيغية والتعبيرات السياسية بما فيها حتى تلك التي تختلف معه. ضيعة خاصة يذكر أن بوكوس تولى عمادة المعهد على إثر رئيسه الأول محمد شفيق الذي قضى على رآسته سنتين فقط. وفي عهد بوكوس ظل المعهد الذي تصرف عليه الدولة سنويا نحو 9 ملايير سنتيم من أموال دافعي الضرائب، شبه منسي ومهمش. وهو كما يقول عاملون به يشبه "ضيعة خاصة" يديرها بوكوس وزوجته التي الحقها للعمل إلى جابه منذ توليه العمادة، وذلك في تناغم مع الأمين العام للمجلس الحسين المجاهد، الذي الحق هو الآخر زوجته بالمعهد للاشتغال إلى جانبه قبل أن تتقاعد قبل سنتين. ويرى مراقبون في تهديد بوكوس للباحث عصيد، محاولة لكسب ود وعطف جهات من خارج المعهد ليضمن استمراره على عمادته حتى بعد وصوله سن التقاعد بعد ثلاثة أشهر. --- تعليق الصورة: أحمد بوكوس (يمين) وأحمد عصيد