05 مارس, 2018 - 03:54:00 كشف أستاذ جامعي، أن هناك "اهتماما متزايدا" لتعزيز العلاقات بين بلاده وأذربيجان، تقوم على دعم الثنائي لبعضهما في "الصحراء"، و"قره باغ" المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، إضافة إلى تطوير العلاقات الاقتصادية وخصوصا في قطاع الغاز. وقال عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسيات، اليوم الإثنين، إن المغرب لم تعد تعتمد "السياسية الخارجية الكلاسيكية" التي كانت مبنية على الاتجاه نحو أوروبا والولايات المتحدة. وأضاف أن هناك تغييرا في هذه السياسة، بدأ بالاتجاه نحو إفريقيا، وانفتاح أكثر على دول الخليج وروسيا والصين، والآن يتجه إلى مناطق القوقاز، التي وصفها ب "المنطقة الحيوية الكبيرة في العالم"، وعلى رأسها أذربيجان. وأشار اسليمي وهو أيضاً أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى أن هناك "انتقالات" في العلاقات الدولية تتجه من الشرق الأوسط نحو هذه الجمهوريات السوفياتية السابقة. واعتبر اسليمي، أن أذريبجان "شريك من نوع آخر للمغرب"، موردا أنها من الدول الداعمة لموقف الرباط في قضية الصحراء، في الوقت الذي يدعم المغرب أذربيجان بخصوص إقليم "قره باغ". إضافة إلى "المصالح السياسية" المشتركة بين البلدين، يحضر الاقتصاد في العلاقات الثنائية بينهما، وعلى رأسها قطاع الطاقة، حيث إن أذربيجان من الدول المصدرة للغاز، حسب اسليمي. وفي هذا الإطار كان المغرب دعا أذربيجان إلى الاستثمار في أنبوب الغاز بين المغرب ونيجريا، الذي أعلن عنه نهاية 2016، ويبلغ طوله 4 آلاف كلم، وسيمتد على طول الساحل الغربي لإفريقيا. وقال اسليمي، إن المغرب تسعى إلى الاستفادة من خبرات دول منطقة القوقاز التي راكمتها لعقود في مجال الطاقة والغاز. وبخصوص الأهمية الاقتصادية لأذربيجان والدول المحيطة بها بالنسبة للمغرب يفسر اسليمي ذلك بكون "رؤوس الأموال أصبحت تنتقل من الخليج نحو هذه المنطقة". وخلص إلى أن تزايد الاهتمام بأذربيجان "يعكس عمقا استراتيجيا ونظرة اقتصادية مغربية"، موضحا أن السياسة الخارجية للرباط تحكمها قضية الصحراء والبعد الاقتصادي. ويقوم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، اليوم، بزيارة لأذربيجان، التقى خلالها الرئيس الأذري إلهام علييف، كما ترأس رفقة نظيره الأذربيجاني، إلمار محمدياروف، الدورة الثانية من المشاورات السياسية، وكذا الدورة الأولى للجنة المشتركة للتعاون الثنائي. ووقع الجانبان، في لقاء جرى بين بوريطة ومحمدياروف، عددا من الاتفاقيات الثنائية همّت التعاون في مجال الأمن ومكافحة الجريمة، واتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي، والسكك الحديدية، وبروتكول نية بين الأكاديمية البحرية الأذربيجانية والمعهد العالي المغربي للدراسات البحرية. ونقلت وكالة "أذرتاج" الرسمية الأذرية، عن بوريطة أن العاهل المغربي محمد السادس "يشيد بعلاقاته الشخصية الطيبة مع رئيس أذربيجان والتعاون المتنامي بنجاح بين البلدين". وأشار الوزير المغربي، إلى أن كلا البلدين "يتضامنان على المستوى الدولي وتدعم المملكة وحدة أراضي أذربيجان وكذلك تعرب عن شكرها على موقف أذربيجان الداعم لوحدة أراضيها". من جهته، قال الرئيس علييف، إن العلاقات الثنائية "تتطور بنجاح على الركائز الوطيدة"، مشيراً إلى "أهمية الدعم المتبادل لكلا البلدين لوحدة أراضيهما".