03 يناير, 2018 - 11:09:00 السائحة الفرنسية "كارول" زارت مدينة ميرلفت، وسط غربي المغرب، قبل سنتين، لتعود إليها مجددا منذ أشهر، وتقرّر الاستقرار بشكل نهائي عبر افتتاح مطعم وسط المدينة. قصة كارول، مثال لعشرات من الأجانب قرّروا الاستقرار بشكل دائم بهذه المدينة الصغيرة وفي حديث مع الأناضول، تقول كارول: "ميرلفت لها سحر خاص في نفوس الأجانب الذين يزورونها، وهذا يُغريهم على البقاء فيها والاستمتاع بهدوئها وبساطة سكانها". رواج سياحي تعرف ميرلفت رواجا للقطاع السياحي، خصوصا في الفترة الأولى من السنة، وتًعد هذه المدينة الشاطئية الصغيرة، التي توجد بإقليم سيدي إفني، قبلة للسياح لقضاء العطل، ووجهة مفضلة لعدد من الأجانب للاستقرار. على مدخل المدينة تستقبلك لوحات إشهارية موزعة هنا وهناك لعروض خاصة بالشقق المجهزة للكراء، وعلى بوابات الفنادق والمقاهي الصغيرة، عروض خاصة لمختلف الجنسيات. المدينة تستقبل زوارها الأجانب ببساطتها وهدوئها؛ فهذه مطاعم تقليدية تتزين عبر وضع جريد النخيل على بواباتها، كرمز للاحتفال بالثقافة المحلية، وهذه مخابز تقليدية تعد خبزا يطلق عليه "تفرنوت"، والذي يعرف رواجاً كبيراً بسبب إعداده بشكل تقليدي وطبيعي. وبين هذا وذاك، تتيح شواطئ البحر صورة جميلة للمدينة، تجعلها تستهوي عددا من السياح. من جانبها، تقول "كاترين بواتغي"، سائحة بلجيكية برفقة زوجها، للأناضول، إن "ميرلفت لها طعم خاص، تحس فيها وكأن الزمن توقف، وتنسى كل هموم الحياة". وتضيف: "نستمتع هنا بالسكون والهدوء، مما يعطي لكل شئ طعمه الخاص، عكس المدن الكبيرة التي تتسم بالسرعة وعدم التمعن في الأشياء". كاترين وزوجها ينخرطان في البحث عن تذكار مناسب في أحد البزارات وسط سوق المدينة. وحسب كتارين، فإن "زيارتها لهذه المدينة تأتي من أجل قضاء عطلة، بعيداً عن ضوضاء العواصم الأوروبية، وعن الاحتفالات ذات الصبغة التجارية، التي أضحت تتسم بها المناسبات بأوروبا". قبلة للاستقرار جمالية المدينة في بساطتها، وخصوصيتها في طريقة تعامل ساكنتها مع السياح، وهو ما يدفع عددا منهم للاستقرار بالمدينة، مثل السائحة الفرنسية "كارول"، التي زارت المدينة سابقاً، وقرّرت العودة للاستقرار بشكل دائم. وتعيش كارول رفقة ابنتها بميرلفت، ويتعامل معها السكان وكأنها واحدة منه. "حسن بوكناري" مرشد سياحي، يقول للأناضول، إن "العديد من شباب المدينة تزوجوا من أوروبيات في السنوات الأخيرة، ومنهم من اختار الاستقرار بالمدينة، وآخرون غادروها". ويكشف أن "المدينة تضم أكثر من سبعين أسرة أوروبية مستقرة بشكل دائم". ويوضح بوكناري أن "الأجانب يفضلون ميرلفت ليس فقط لجمال طبيعتها ومناخها المعتدل، وإنما أيضا لسهولة اندماجهم في المجتمع المحلي". ويعتبر أن "أغلب الأسر بالمنطقة لديها علاقات زواج أو صداقة مع أوروبيين، ويسكن بعضهم مع أسر محلية في نفس البيت". عندما يحُل المساء في ميرلفت، وتقترب الشمس من المغيب، تشهد أسواق المدينة رواجاً تجارياً، وحركة دؤوبة للسياح، ورواد المطاعم التقليدية. بدوره، يقول سليمان النجاح، مدير فندق بميرلفت، للأناضول، إن "الإقبال السياحي على المنطقة يكون بشكل كبير خلال ديسمبر/كانون الأول وبداية يناير/كانون الثاني؛ حيث تصبح جميع الوحدات الفندقية ودور الضيافة ممتلئة، ونضطر إلى توقيف الحجوزات خلال هذه الفترة في وقت مبكر". وأضاف أن "أغلبية زبناء المدينة أوروبيون، خصوصا من فرنسا، فضلاً عن شباب المغرب". ولفت "النجاح" إلى أن "السياحة تنعش اقتصاد المنطقة وتوفر فرص شغل موسمية للسكان". وتبلغ مساحة مدينة ميرلفت المطلة على الساحل الأطلسي، 240 كلم مربع، يقيم فيها أكثر من 7 آلاف نسمة.