ب 07 أكتوبر, 2017 - 11:21:00 نزل عشرات آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في أنحاء إسبانيا السبت داعين إلى وحدة البلاد ومطالبين بتحرك لحل الأزمة السياسية على خلفية خطط الانفصاليين في كاتالونيا إعلان استقلال إقليمهم الغني. وتجمع متظاهرون يرتدون الأبيض أمام مباني البلديات في أنحاء إسبانيا للمطالبة بعقد حوار لإنهاء الأزمة في كاتالونيا. وملأ حشد، جميعهم بلباس أبيض أيضا، ميدانا قريبا خارج مبنى بلدية مدريد، داعين إلى حوار ينهي الأزمة. وقالت الستينية مارتي مورو "أنا حزينة لرؤية وضع بلادنا والرداءة التي تتعامل بها الحكومة". كذلك، انضم نحو 50 ألف شخص إلى مسيرة "وطنية" نظمها ناشطون دفاعا عن وحدة إسبانيا، بحسب حكومة إسبانيا المركزية. وهتفت مجموعة من المتظاهرين الشباب الذين ساروا نحو ساحة كولون متوجهين إلى رئيس الحكومة ماريانو راخوي بالقول "راخوي أيها الوغد، دافع عن الوطن"، ولوحوا بأعلام إسبانيا وأخرى تحمل شعار نسر أسود يعود إلى حقبة الديكتاتور فرانثيسكو فرانكو. وبعيدا عن هذه المجموعة، قال الكولونيل خاكوان بيناس (52 عاما) الذي كان يشارك في مظاهرة "لقد وصل الوضع إلى نقطة تحول، وعلينا المشاركة بفاعلية في الدفاع عن قيم إسبانيا كأمة". وتأتي هذه المسيرات عقب أيام من تصاعد التوتر جراء حملة أمنية استهدفت الناخبين في الاستفتاء على استقلال كاتالونيا الذي جرى في 1 تشرين الأول/أكتوبر، وحديث مسؤولي كاتالونيا عن إمكان إعلان استقلال الإقليم بشكل أحادي خلال أيام. "لا اتصال" وقال الكولونيل الذي وضع علم إسبانيا على كتفيه إن إعلان استقلال كاتالونيا سيكون بمثابة "قطع إحدى ذراعي" إسبانيا مشيرا إلى وجود "قلق بالغ" من عدم تحرك الحكومة لحل الأزمة. وأضاف لوكالة فرانس برس "لا ثقة كبيرة لدي بالحكومة. إنها ليست حكومة تتقن استباق الأحداث (...) لا يسع راخوي أن يكون قائدا. في الحقيقة، إنه سيئ جدا". وظهرت بوادر خلال الأيام الأخيرة لمساع محتملة يبذلها الطرفان لنزع فتيل أسوأ أزمة تعصف بالبلاد منذ جيل، بعدما قدمت مدريد أول اعتذار الجمعة للكاتالونيين الذين تعرضوا لإصابات جراء محاولة الشرطة منع الاستفتاء. لكن الضبابية لا تزال مهيمنة على البلاد، إذ لم يتراجع قادة كاتالونيا عن خططهم لإعلان استقلال الإقليم. في هذا السياق، أكد رئيس إقليم كاتالونيا كارلس بيغديمونت أنه لم يجر "أي اتصال" بالحكومة الإسبانية لحل الأزمة. وقال لمحطة "تي في3" الكاتالونية "ملايين الأشخاص صوتوا ويريدون اتخاذ قرار. علينا التطرق إلى هذا الأمر". "التحاور أو الاستقالة" واحتشد نحو 5500 شخص بلباس أبيض في ساحة قرب مبنى بلدية برشلونة، بحسب الشرطة. ولوح بعضهم بمناديل بيضاء لكن بلا أي أعلام. ومن بين هؤلاء روبين فيدال (41 عاما) الذي قدم مع كلبه ولفه بعلم أبيض كتب عليه "فلنتحدث" باللغة الكاتالونية. وقال فيدال "لا يمكن أن يتوقعوا بقاء كاتالونيا جزءا من إسبانيا سوى جراء الخوف"، مضيفا أن على الساسة "التحاور أو الاستقالة". وتعهد راخوي بمنع أي تحرك نحو الاستقلال ورفض كل دعوات الوساطة في النزاع الذي أثار قلقا في كل أنحاء إسبانيا، بما في ذلك في صفوف لاعبي كرة القدم من فريقي برشلونة وريال مدريد. وقال راخوي في مقابلة نشرها الموقع الإلكتروني لصحيفة "إل باييس" إن "إسبانيا ستظل إسبانيا وهي ستبقى كذلك فترة طويلة". وشدد لاحقا على أنه في حال تم إعلان استقلال كاتالونيا، فإن "هذا الإعلان لن يؤدي إلى شيء". وأثارت الأزمة مخاوف من اضطرابات في المنطقة التي تقع شمال شرق البلاد وتعد نقطة جذب للسياح وتضم 7,5 ملايين شخص وتساهم بخمس الاقتصاد الإسباني. ودعا معارضو الاستقلال إلى تظاهرة حاشدة في برشلونة الأحد. ضغوط اقتصادية وواصلت الشركات والحكومة ضغوطها الاقتصادية على كاتالونيا، وأعلنت شركات كبرى عدة نيتها نقل مقارها إلى أنحاء أخرى من إسبانيا. وكان بيغديمونت سيلقي كلمة أمام برلمان الإقليم الاثنين إلا أنه أرجأها يوما واحدا. ولم يتضح مضمون خطابه، إلا أن بعض المسؤولين أملوا في أن يستغل الفرصة لإعلان الاستقلال. وفي حال أعلنت كاتالونيا استقلالها، فيمكن لمدريد الرد عبر تعليق الوضع الحالي للإقليم كمنطقة حكم ذاتي وفرض سلطتها عليها في شكل مباشر. وواصلت الحكومة في مدريد ممارسة الضغوط على كاتالونيا اقتصاديا لثنيها عن مخطط الانفصال، إذ مررت الحكومة مرسوما يجعل من السهل على الشركات نقل مقارها من إقليم إلى آخر. ونشرت الحكومة الكاتالونية الجمعة النتائج النهائية للاستفتاء والتي أشارت إلى دعم 90 بالمئة من الناخبين فكرة الانفصال عن إسبانيا في اقتراع بلغت نسبة المشاركة فيه 43 بالمئة. وأشارت استطلاعات صدرت في الآونة الأخيرة إلى أن الكاتالونيين منقسمون حيال الاستقلال، رغم أن القادة أكدوا أن العنف الذي حصل أثناء الاستفتاء زاد حجم المعارضة للسلطات المركزية. وتعود مطالبات كاتالونيا، التي تملك لغتها وتقاليدها الخاصة، إلى قرون. إلا أن هذه المطالبات ازدادت خلال الأعوام الأخيرة على خلفية الأزمة الاقتصادية.