اكد وزير العدل الاسباني رافايل كاتالا الاثنين ان الدولة ستقوم “بكل ما يسمح به القانون” اذا اعلن الانفصاليون الكاتالونيون الاستقلال من جانب واحد بعد الاستفتاء الذي منعته السلطات الاحد. وقال كاتالا للتلفزيون الاسباني الحكومي “اذا ادعى احد اعلان استقلال جزء من الاراضي عن اسبانيا (…) فيجب ان نقوم بكل ما يسمح به القانون حتى لا يتم الامر بهذا الشكل”. وكان الوزير الاسباني يرد على رئيس كاتالونيا كارليس بيغديمونت الذي تحدث مساء الاحد عن اعلان استقلال. واعلنت حكومة كاتالونيا الاثنين ان 90% من الذين صوتوا في الاستفتاء الاحد اختاروا الانفصال عن اسبانيا، في حين رفض رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي هذه النتيجة معتبرا ان الاستفتاء لم يحصل. وقال رئيس اقليم كاتالونيا كارلس بيغديمونت في خطاب متلفز مساء الاحد في برشلونة ان الكاتالونيين كسبوا الحق بان تكون لهم دولة مستقلة بعد نزول “الملايين” منهم للمشاركة باستفتاء على استقلالهم حظرته الحكومة المركزية الاسبانية. واضاف بيغدمونت “يا مواطني كاتالونيا، لقد كسبنا الحق بان تكون لدينا دولة مستقلة على شكل جمهورية”. ودعا بيغدمونت الاتحاد الاوروبي الى الانخراط بشكل مباشر في النزاع بين اقليم كاتالونيا والدولة الاسبانية، قائلا “نحن مواطنون اوروبيون ونعاني من انتهاكات لحقوقنا وحرياتنا”. من جهته قال الناطق باسم حكومة كاتالونيا جوردي تورول في مؤتمر صحافي ان 2,02 مليون ناخاب كاتالوني صوتوا ب”نعم” على سؤال “هل تريد ان تصبح كاتالونيا دولة مستقلة على شكل جمهورية؟”. واضاف ان 2,26 مليون شخص شاركوا في الاستفتاء. في المقابل شدد رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي الاحد على ان دولة القانون فرضت نفسها في كاتالونيا من خلال منع تنظيم الاستفتاء. وبينما كانت عملية فرز الاصوات قد بدأت، قال راخوي في كلمة متلفزة “اليوم لم يكن هناك استفتاء تقرير مصير في كاتالونيا. دولة القانون تبقى قائمة بكل قوتها”. واشار راخوي الى ان قوات الامن الاسبانية “قامت بواجبها” في كاتالونيا “واحترمت تفويض القضاء” الذي حظر استفتاء تقرير المصير الذي نظمه القادة الداعون للاستقلال في كاتالونيا. – تبادل المسؤولية – واستخدمت الشرطة الاسبانية الهراوات والرصاص المطاطي الاحد لمحاولة منع اجراء الاستفتاء، وسط تبادل برشلونة ومدريد المسؤولية عن ذلك. وأعلنت حكومة اقليم كاتالونيا ان اكثر من 844 شخصا “احتاجوا لعناية طبية” الاحد بعد تدخل شرطة مكافحة الشغب الاسبانية لمنع اجراء الاستفتاء، من دون ان يكون واضحا عدد الذين غادروا المستشفيات وعدد الذين ما زالوا يتلقون العلاج. وكانت حكومة كاتالونيا اشارت في وقت سابق الى اصابة 92 شخصا بجروح. في الاثناء وصفت رئيسة بلدية برشلونة ادا كولو، وهي من معارضي استقلال كاتالونيا، راخوي بانه “جبان” وذلك اثر تدخل الشرطة بالقوة في كاتالونيا، ودعته الى التنحي عن السلطة. وقالت في تصريحات صحافية ان راخوي “تخطى كل الحدود (..) انه جبان وليس بمستوى رجل دولة (..) وبالتالي ماريانو راخوي يجب ان يستقيل”. ومنذ فتح مكاتب الاقتراع في كاتالونيا صباح الاحد تدخلت الشرطة ووحدات مكافحة الشغب التابعة للحرس المدني لمصادرة صناديق الاقتراع في مدينتي برشلونة وجيرون مدينة رئيس كاتالونيا المؤيد لاستقلالها كارلس بيغديمونت. وحطم الشرطيون العديد من ابواب مكاتب الاقتراع امام ناشطين كانوا يرددون اناشيد تدعو للاستقلال اثناء هذا الاستفتاء الذي اعتبرت صحيفة “إل باييس″ انه يشكل “اكبر تحد” للدولة الاسبانية منذ وفاة فرانكو في 1975. ومن شأن استقلال كاتالونيا التي تمثل نحو 19 بالمئة من الناتج الاجمالي لاسبانيا و16 بالمئة من سكانها، ان تكون له عواقب لا تحصى. وفي برشلونة حملت الشرطة على مئات المتظاهرين الذين قطعوا الطريق امامها وهي تحمل صناديق اقتراع مصادرة، واطلقت الرصاص المطاطي، بحسب شهود. وبثت قناة تي في3 الكاتالونية طوال النهار مشاهد لمواجهات بين شرطيين ومتظاهرين قرب مكاتب التصويت. وقالت وزارة الداخلية الاسبانية ان 33 عنصر امن اصيبوا بجروح. -آلاف الكاتالونيين صوتوا- وندد رئيس كاتالونيا ب”عنف غير مبرر” في حين قالت الحكومة الاسبانية ان بيغديمونت وسلطته المحلية يتحملان “لوحدهما مسؤولية” احداث الاحد لانهما وجها الدعوة لتنظيم هذا الاستفتاء رغم حظره من المحكمة الدستورية. وفي الاجمال اغلقت قوات الامن 319 مكتب تصويت، بحسب السلطة المحلية، لكن الكثير من الكاتالونيين تمكنوا من التصويت بحسب مراسلي فرانس برس. واعلنت سلطات كاتالونيا في آخر لحظة صباح الاحد ان بامكان الناخبين التصويت في اي مكتب اقتراع. وصوت بعض الناخبين ببطاقات طبعت في المنزل او بدون ظرف، بحسب مراسلي فرانس برس. وقال بيلار لوبيز (54 عاما) في قرية لادو “لا احد يمكنه ان يسرق صوتي. لقد بكيت لاننا نكافح من اجل هذا منذ سنوات ورايت امامي سيدة عمرها 90 عاما وهي تصوت من على كرسي نقال”. وفي حي نور باريسببرشلونة لم يصوت انريكي كالفو (متقاعد-67 عاما) وهو يتحدر من اقليم مجاور لانه بحسب قوله لا يريد منح “شرعية” للاقتراع. واضاف “العملية سيئة الادارة من الحكومة الكاتالونية وكذلك من الحكومة المركزية في مدريد”. وفي مؤشر على الوضع الاستثنائي في البلاد المتيمة بكرة القدم، قرر نادي برشلونة اللعب دون جمهور امام منافسه بالماس تعبيرا منه عن “القلق” للوضع وبعد رفض رابطة دوري كرة القدم تأجيل المباراة. -اضراب- ويتزايد شعور الرغبة في الاستقلال في كاتالونيا منذ بداية سنوات 2010. وينقسم السكان تقريبا بشكل متساو بشأن الموقف من الاستقلال. ولم تفلح الملاحقات القضائية ولا الايقافات وعمليات التفتيش في ردع دعاة الاستقلال من تنظيم الاستفتاء. ودعت نحو اربعين نقابة عمالية ومنظمة سياسية واجتماعية في كاتالونيا الاحد الى اضراب عام الثلاثاء ردا على تدخل الدولة الاسبانية لمنع الاستفتاء على تقرير المصير.