24 سبتمبر, 2017 - 09:18:00 خلفت وفاة المرشد السابق لجماعة "الإخوان المسلمين" المصرية، مهدي عاكف، في سجون النظام المصرى، صدى كبيرا لدى معظم التيارات والتنظيمات الإسلامية بالمغرب، بالنظر لقيمة مهدي عاكف، فهو بالإضافة إلى أنه كان المسئول الأول داخل جماعة تعتبر أم الحركات الإسلامية على مستوى العالم الإسلامي، فهو يعتبر أيضا صاحب مسار طويل وحافل . وأجمعت كل الحساسيات الإسلامية المغربية على مكانة الرجل ليس فقط داخل مصر، بل على المستوى الإسلامي، كما أصدرت بلاغات، وكتب قادتها تدوينات لرثاء المرشد السابق الذي رفضت السلطات المصرية قبل أيام الإفراج عنه بسبب وضعه الصحي الحرج، ليموت " سجينا شهيدا" كما نعته جماعته. صمت داخل "العدالة والتنمية" وحركة "التوحيد والإصلاح" بعد انتشار خبر وافة المرشد السابق لجماعة "الإخوان المسلمين"، وهو في محبسه، لم يصدر أي رد فعل عن حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي الذي يقود الحكومة في المغرب، ونفس الشئ حدث مع حركة "التوحيد والإصلاح" الذراع الدعوي للحزب. واكتفى الموقع الرسمي لحزب "العدالة والتنمية" التي يتهمها خصومها في المغرب بأنها امتداد لجماعة "الإخوان المسلمين"، بنشر ثلاثة قصاصات نقلا عن وكالات الأنباء عبارة عن خبر وفاة المرشد السابق للجماعة، وخبر عن طريقة دفنه، وبورتريه يرسم مسار حياته تحت عنوان "سجين كل العصور"، وخلت القصاصات الثلاث من أي تعليق للحزب. "العدل والإحسان" : عاكف مات شامخا ثابتا قاهرا لجلاديه جماعة "العدل والإحسان"، أحد اكبر الجماعات الإسلامي المغربية، أصدرت بلاغ تعزية في وفاة مهدي عاكف، ونعته ب "المجاهد"، وكتبت: "مات الرجل شامخا ثابتا قاهرا لجلاديه رافضا أي عفو منهم". وأضاف نص تعزية "العدل والإحسان" منوها بمسيرة الرجل: "الشيخ مهدي عاكف رحمه الله من مواليد 1928، ودخل السجن في كل عصور الحكم بمصر منذ عهد النظام الملكي إلى الحكم العسكري الانقلابي في يوليوز 2013، حيث لم يشفع له وضعه الصحي الحرج جدا، ولا كبر سنه عند الانقلابيين قساة القلوب. فقد كان مصابا بعدة أمراض مزمنة منها أورام سرطانية في الجهاز الهضمي وكسور في الحوض". وتقدمت الجماعة الإسلامية المغربية المعارضة بالعزاء "إلى أهل الفقيد وذويه وإخوانه، وإلى الشعب المصري الشقيق، وإلى الأمة الإسلامية جمعاء بتعازينا الحارة ومواساتنا، سائلين الله تعالى أن يسكنه الفردوس الأعلى، وأن يمن على السجناء والمستضعفين في مصر بالفرج القريب، وعلى الأمة بما يحقق لها نصرها وعزتها. إنا لله وإنا إليه راجعون". اعليلو عن "التوحيد والإصلاح": عاكف يرتقي شهيدا داخل سجون الطاغية من جانبه رثا محمد اعليلو القيادي بحركة "التوحيد والإصلاح" عاكف قائلا "اليوم يرتقي الشيخ الدكتور محمد مهدي عاكف المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين إلى ربه شهيدا داخل سجون الطاغية دون أن يراعوا فيه لا شيبته ولا تقدم سنه، الرجل في التسعين من عمره، ولا مرضه العضال وأصروا على إبقائه في السجن رغم المناشدات". وأضاف اعليلو في تدوينة على صفحته على فيسبوك: "فقد أعمى الله بصيرتهم ليفضحهم في العالمين وليشهد العالم أجمع أن هؤلاء القوم قد تجردوا من إنسانيتهم وأدميتهم وتحولوا إلى وحوش ضارية، أما الفقيد مهدي عاكف فقد فاز بالحسنى وارتقى شهيدا عند ربه راضيا مرضيا"، وختم تدوينته بالآية التي تقول: "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ". كريبي عن "الحركة من أجل الأمة": هناك شركاء في دم المرشد السابق "للإخوان" أما عبد الكريم كريبي أحد رموز "الحركة من أجل الأمة " (حلته السلطات المغربية عام 2007) ، التي غاب أعضاء مكتبها التنفيذي عن ردود الأفعال التي لا زالت تتوالى وسط قاعدتها، فقد عاتب جماعة "الإخوان المسلمين"، قبل أن يترحم على مرشدها العام السابق الذي توفي في سجون عبد الفتاح السيسي عن عمر قارب التسعين سنة، وكتب في تدوينة على صفحته بالموقع الاجتماعي "فيسبوك" إنها "صفر على عشرة في السياسة، عشرة على عشرة في الصمود". وزاد كريبي في نفس التدوينة: "الشركاء في دم مرشد الإخوان المسلمين، الطاعن في السن، والمنهك بالمرض، والمعتاد على السجون منذ نظام الملك فاروق والملك جمال عبد الناصر والملك السادات والملك حسني مبارك والملك عبد الفتاح السفاح" مضيفا أن "الشركاء فيهم الناصري اليساري، والليبرالي، والسلفي، والروائي، ورجل الأعمال..". المسعودي عن البديل الحضاري يرثي عاكف بقصيدة أما مصطفى المسعودي عضو الأمانة العامة لحزب "البديل الحضاري" (حلته السلطات المغربية عام 2007) فقد فضل رثاء الشيخ مهدي عاكف بقصيدة تحت عنوان : "شهيد المعتقلات"، جاء فيها: إلى رحاب خلودٍ أيّها البطلُ كَلَّ الطغاةُ ولم يسْتسلم الجبَلُ بيْن السّجون رسمْتَ العُمر مُنتقلا ولم يُصبْ عزمَك الطغيانُ والمللُ عكفْتَ لله تبْني نورَه أمَلا ورغْم كلّ اللظى لمْ يسْقطِ الأملُ فيا سَجينا رأى في الخُلد مقْعدَه الآن تهْوي قيُودُ الذّل والعِللُ منْ منتدى حسَن البنّا إلى قُطُبٍ إليكَ جاء سَنا الألوان يَكتمل دخلتَ للسّجن شيْخا مُثقلا بأسى وها خرجتَ فتى تزْهو بك الحُللُ لله أيّ صمُودٍ أنْت صانعُهُ بمِثله ترتقي الأجناسُ والدّول هذي جنانُ خلود صرْتَ تعبُرها طولاً وعرْضا ونهرُ الضّوء يحْتفلُ لإنْ منعتَ صلاةً كنتَ ناسِكَها فهلْ سيُلغونَ صلاةً جاءَها الرّسُلُ؟