نعت جماعة "العدل والإحسان"، محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين التي توفي أمس الجمعة بسجون النظام المصري عن عمر ناهز 90 عاما، بعد مرض مزمن وإهمال طبي من طرف سلطات الانقلاب. وقالت الجماعة في تعزية لها، إن الراحل "مات شامخا ثابتا قاهرا لجلاديه رافضا أي عفو منهم"، مشيرة إلى أن "وضعه الصحي الحرج جدا ولا كبر سنه لم يشفع له عند الانقلابيين قساة القلوب، فقد كان مصابا بعدة أمراض مزمنة منها أورام سرطانية في الجهاز الهضمي وكسور في الحوض". وأشارت إلى أن مهدي عاكف، وهو من مواليد 1928، دخل السجن في كل عصور الحكم بمصر منذ عهد النظام الملكي إلى الحكم العسكري الانقلابي في يوليوز 2013. وقدمت الجماعة تعازيها إلى "أهل الفقيد وذويه وإخوانه وإلى الشعب المصري والأمة الإسلامية جمعاء، سائلين الله تعالى أن يسكنه الفردوس الأعلى، وأن يمن على السجناء والمستضعفين في مصر بالفرج القريب، وعلى الأمة بما يحقق لها نصرها وعزتها. إنا لله وإنا إليه راجعون". وودع عاكف الحياة وهو محبوس على ذمة قضية واحدة، وهي: أحداث مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان في منطقة المقطم شرق القاهرة، الذي تولاه يوما ما والجماعة في قمة مجدها، وفي القضية المذكورة حصل على حكم بالمؤبد، ألغته محكمة النقض في يناير الماضي، وتعاد محاكمته من جديد. وكانت الأجهزة الأمنية بمصر ألقت القبض على عاكف، في يوليوز 2013، عقب الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا بالبلاد، ضمن آخرين من قيادات الجماعة، وخلال السنوات الأربعة التالية للقبض عليه، تدهورت حالته الصحية، وسط تقارير حقوقية وصحفية تتحدث عن إصابته بانسداد في القنوات المرارية والسرطان. ومهدي عاكف (1928-2017)، هو المرشد العام السابع لجماعة الإخوان المسلمين، حيث تولى المنصب عقب وفاة سلفه مأمون الهضيبي، في يناير 2004، ويُعد صاحب لقب "أول مرشد عام سابق" للجماعة، حيث تم انتخاب محمد بديع خلفا له، بعد انتهاء فترة ولايته في يناير عام 2010، وإعلان عدم رغبته في الاستمرار بموقع المرشد العام، ليسجل بذلك سابقة في تاريخ الجماعة بمصر. وأنهت أسرة محمد عاكف، في الساعة الأولى من صباح اليوم السبت، مراسم دفنه بمقابر شرقي العاصمة المصرية، بحضور أمني و4 أشخاص فقط، وفق مصدر، حيث قال عبد المنعم عبد المقصود، رئيس هيئة الدفاع عن عاكف، إنه "تم دفن عاكف في مقبرته بمقابر الوفاء والأمل (شرقي القاهرة)، في تمام الساعة الواحدة من صباح اليوم".