15 يونيو, 2017 - 01:40:00 الاقتصاد والصحراء والمغتربون المغاربة بفرنسا أوراق الرباط الرابحة مع باريس، وفي المقابل عاصمة الأنوار تعتبر المملكة بوابتها إلى إفريقيا وسندا لمحاربة الإرهاب. معادلة بسيطة تفك شفرات زيارة إمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي للرباط، في أول جولة له خارج أوروبا. وحل ماكرون، وحرمه بريجيت، بالمغرب أمس الأربعاء في زيارة صداقة وعمل تستمر اليوم الخميس، وذلك بدعوة من العاهل المغربي محمد السادس. وقال ماكرون في مؤتمر صحفي ليلة أمس بالرباط، إنه تباحث مع الملك محمد السادس عددا من الملفات والقضايا، منها الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والملف الليبي، وأزمة الخليج، وملف مكافحة الإرهاب. وبخصوص حراك الريف قال ماكرون إن “الأمر يعد شأنا داخليا للمغرب”، واستدرك قائلا “الملك حريص على تهدئة الأوضاع، وأخبره أنه سيعتمد إصلاحات في هذا الإطار”. ويرى باحثان مغربيان أن زيارة ماكرون للمغرب تبين "العلاقات القوية بينهما، "فضلا عن "مساهمتها في تقوية الملفات المشتركة التي تربطهما". رهان متبادل بقدر ما تراهن الرباط على باريس في الاستمرار في الدفاع عن مصالحها، وعلى رأسها الصحراء داخل أروقة الأممالمتحدة المتقلبة الأجواء، بقدر ما تراهن فرنسا على المملكة في تقوية حضورها بالقارة السمراء، والدفاع على الفرنكفونية، فضلا عن السند الكبير في محاربة ظاهرة الإرهاب، التي تقض مضجع القارة العجوز. وقال خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة وجدة للأناضول إن زيارة ماكرون للمغرب في أول زيارة له خارج الاتحاد الأوروبي، تبين "العلاقات القوية بينهما"، فضلا عن "مساهمتها في تقوية الملفات المشتركة التي تربطهما". وقال الشيات إن "هناك العديد من الملفات المشتركة بين البلدين، مثل الموقف الثابث لفرنسا في الدفاع عن قضية الصحراء بمجلس الأمن والأممالمتحدة، فضلا عن التوافق في المجال السياسي بعدد من الملفات". وأوضح أن التعاون الاقتصادي وحجم التبادل التجاري والاستثمارات، تدل على أن هناك ترابطا كبيرا بين البلدين، فضلا عن العلاقات المتميزة بينهما". وتابع "فرنسا تعتبر المغرب قطب سياستها الخارجية في شمال إفريقيا". ولفت إلى أن باريس تعتزم زيادة حضورها بإفريقيا، وتجد الرباط سندا لها لتحقيق هذا الهدف، بالنظر إلى عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ، وحجم الاستثمارات التي أطلقها مؤخرا بهذه القارة. وصادقت قمة الاتحاد الإفريقي، يناير الماضي، على عودة المغرب لعضويته بعد أكثر من ثلاثة عقود من انسحابه؛ احتجاجاً على قبول الأخير لعضوية جبهة "البوليساريو". وتتواجد حاليا بإفريقيا أكثر من 1000 مقاولة مغربية، استثمرت ما بين 2008 و2015، ما مجموعه 2,2 مليار دولار أمريكي، خاصة في إفريقيا جنوب الصحراء. المغرب يعبر عن مصالحه على لسان فرنسا قال محمد العمراني بوخبزة أستاذ جامعي في العلاقات الدولية للأناضول، إن زيارة مكرون تبين طبيعة العلاقات التي نسجها المغرب مع فرنسا وفق مقومات جديدة، خصوصا أنه أضحى يؤسس لعلاقات خارجية قائمة للشراكة وليس قائمة على التبعية. وأشار إلى أن هذه الزيارة ستعرف التطرق لمجموعة من الملفات المشتركة، خصوصا أنها تأتي في إطار التنافس ما بين فرنسا واسبنيا في بناء شراكات متميزة مع المغرب. وأشار إلى أن فرنسا تدافع عن مصالح المغرب، مثل المحطة الأخيرة المتعلقة بمجلس الأمن والتقرير الذي أعده الأمن العام وفرنسا عبرت بشكل كبير لدعمها الصريح للمغرب ، ويمكن القول إن المغرب يعبر عن مصالحه على لسان فرنسا. ويتحدث المغاربة بطلاقة اللغة الفرنسية، وأغلبية المؤسسات العمومية والخاصة تكتب وثائقها بالللغة الفرنسية، وتصدر العديد من المؤسسات الرسمية تقاريرها في اللغة الفرنسية أولا ثم العربية ثانيا، فضلا عن التعليم الذي يعتبر جزء كبير منه باللغة الفرنسية . وبحسب إحصاءات رسمية ، يقيم أزيد من 60 ألف فرنسي بالمغرب. أوراق الرباطوباريس الرابحة وقال بوخبزة إن أوراق متعددة رابحة لبلدين من خلال شراكتهما ، ولم تعد فقط مرتبطة بالاقتصاد والسياسة. وأوضح أن فرنسا تجد في الانفتاح المغرب على أفريقيا ، فرصة لتقوية حضورها . وأشار إلى أن فرنسا تعتمد على المغرب في محاربة الإرهاب، فضلا عن الجانب الاقتصادي الحاضر بقوة ، والمغربين المغاربة بفرنسا ، حيث وصل العديد منهم إلى مناصب كبيرة. وأعلن المغرب في مناسبات سابقة أن ساهم في تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية بعدد من الدول بما فيها فرنسا. ويعرف التعاون الأمني بين البلدين تنسيقا كبيرا، فضلا عن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين في هذا المجال. وتعتبر فرنسا هي أول مستثمر بالمغرب بنسبة 38 % من إجمالي الاستثمارات الأجنبية خلال الفترة ما بين 2008 و2015، متبوعة بالإمارات ب13.4 % وإسبانيا ب5 %، بحسب وزارة المالية المغربية. وتتواجد أكبر جالية مغربية بالخارج بفرنسا حيث يبلغ عددهم نحو مليوني مغربي، فضلا عن أن تحولاتهم المالية هي الأكبر من نوعها. وتعتبر فرنسا أول شريك اقتصادي للبلاد، فضلا عن جاليتي البلدين الكبيرة بكل منهما، ووجود نحو 750 شركة فرنسية داخل المغرب. والمشاريع الكبرى التي أطلقتها فرنسا بالمغرب مثل مصانع السيارات ( يوجد مصنع للسيارات "رونو" بطنجة شمالي المغرب، وأطلق المغرب مشروع إنشاء مصنع ل"بوجو سيتروين" بمدينة القنيطرة خلال يونيو عام 2015 سيبدأ عمله خلال 2019) حيث من المتوقع أن يصل إنتاج السيارات داخل البلاد إلى مليون سيارة سنويا مستقبلا ، بالإضافة إلى الجالية الفرنسية الكبيرة بالمغرب، والسياح الفرنسيين الوافدين على البلاد (تمثل السوق الفرنسية 30 % من إجمالي السواح الذين يزورون البلاد) ، وهو ما يجعل فرنسا الشريك المركزي والاقتصادي الأول للبلاد . وشهد عام 2014 مجموعة من الخلافات بين البلدين وصلت إلى استدعاء شارل فري السفير الفرنسي بالمغرب أنذاك أكثر من مرة، وتعليق وزارة العدل المغربية لجميع اتفاقيات التعاون القضائي بين البلدين، وشكل قيام الشرطة الفرنسية، خلال زيارة رسمية لعبد اللطيف الحموشي المدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني(المخابرات المغربية) إلى باريس، بمحاولة استدعائه، شرارة اندلاع الأزمة بين البلدين، وذلك خلال فبراير 2014