14 يونيو, 2017 - 12:55:00 ندد نبيل الأندلوسي، النائب البرلماني عن حزب "العدالة والتنمية"، قائد الائتلاف الحاكم في المغرب، ب"المقاربة الأمنية لحراك الريف"، المستمرة منذ سبعة أشهر، ودعا إلى وقف الاعتقالات، وإطلاق سراح المعتقلين، و"تدخل الملك محمد السادس لإيجاد حل سياسي". ومنذ أكتوبر الماضي، تشهد مدينة الحسيمة وعدد من مدن وقرى منطقة الريف، شمالي المملكة، احتجاجات للمطالبة بالتنمية وإنهاء التهميش، وفق المحتجين، وذلك إثر وفاة بائع أسماك طحنا داخل شاحنة لجمع النفايات، خلال محاولته الاعتصام بها، لمنع السلطات من مصادرة أسماكه. وقال الأندلوسي، النائب عن محافظة الحسيمة، في مقابلة مع الأناضول، إن "المقاربة الأمنية للدولة في تعاطيها مع الحراك هي مقاربة خاطئة، أججت الوضع، وتساهم في تعقيد الأمور، ويجب إيقاف عملية التوقيفات، وإطلاق سراح المعتقلين، وإيجاد مخرج سياسي". واعتبر أن "هناك سوء فهم بين نشطاء الحراك والماسكين بزمام تدبير هذا الملف على مستوى الدولة، بسبب غياب الثقة بين الطرفين. وهذا الوضع جعل الأمور في مستوى تصعيدي بدل أن تكون هناك مقاربة لحل الإشكال". ومضى قائلا إن "الحسيمة أصبحت تعيش على وقع حزن جماعي يرخي بظلاله على المنطقة، وإشكالية البطالة هي التي جعلت المنطقة تعيش احتقانا اجتماعيا، فإقليمالحسيمة ضمن المناطق المعروفة بأعلى نسب البطالة على مستوى المملكة". ووفق إلياس العماري، رئيس مجلس جهة "طنجة-تطوان-الحسيمة"، في تصريحات صحفية قبل أيام، فإن البطالة في إقليمالحسيمة تبلغ 97%، موضحا أن اقتصاد الإقليم في السابق كان أساسه نشاطين اثنين، وهما الصيد البحري والهجرة، ثم أصبحا منعدمين، لاسيما مع الأزمة المالية التي ضربت الغرب عام 2008، وانعكاساتها المختلفة على المهاجرين. وقال الأندلوسي إن "الاحتجاجات انطلقت منذ وفاة محسن فكري، وهي النقطة التي أفاضت الكأس فضلا عن إشكال الصيد البحري وسمك النكرو (دلافين كبيرة تمزق وتتلف شباك الصيادين)، الذي أرغم أرباب المراكب على مغادرة ميناء المدينة، وهو ما يعني فقدان نحو 3000 فرصة عمل، إضافة إلى تراجع التمويلات المالية من الجالية المغربية بالخارج جراء الأزمة المالية بالخارج. وهي عوامل ساهمت في خلق حالة من الاحتقان". مشاريع متأخرة ووصف البرلماني البرنامج الحكومي التنموي، المعروف باسم "الحسيمة منارة المتوسط" ب"المهم جدا"، خصوصا وأنه "يتضمن مجموعة من المشاريع المهمة، وهو برنامج أعطى انطلاقته الملك محمد السادس في أكتوبر 2015". وأعلنت الحكومة المغربية، الشهر الماضي، أن إجمالي الاستثمارات في إقليمالحسيمة بلغ عشرة مليارات درهم (نحو 1 مليار دولار أمريكي)، بما فيها "برنامج الحسيمة منارة المتوسط"، بميزانية ستة مليارات درهم. واستدرك الأندلوسي قائلا إنه "تم تسجيل تأخر في تنفذ البرنامج لمدة سنة ونصف باعتراف السلطات المحلية والحكومية". وأضاف أن "هذا البرنامج يستجيب لجزء من مطالب الساكنة (سكان الريف)، خصوصا أن إشكالية البطالة هي التي جعلت المنطقة تعيش على وقع احتقان اجتماعي". ودعا الحكومة إلى "التعامل مع هذه المطالب بالكثير من الجدية، فضلا عن إيقاف عملية التوقيفات، وإطلاق سراح المعتقلين، وإيجاد مخرج سياسي". واعتبر الأندلوسي أنه "يمكن المساهمة في إيجاد حل للوضع الذي لا يرضي أحدا، وذلك عبر مبادرة ملكية، وإعطاء تطمينات للمنطقة، وإشراف الملك محمد السادس على تنفيذ المشاريع المبرمجة ضمن برنامج الحسيمة منارة المتوسط، فضلا عن إيجاد فرص عمل للعاطلين، والإفراح عن المعتقلين".