09 ماي, 2017 - 12:50:00 رصد روبورتاج نشرته جريدة "إلباييس" الإسبانية، المعاناة اليومية التي يعيشها تجار وحمالون مغاربة بمعبر "تارخال"، الرابط بين سبتةالمحتلة ومدينة الفنيدق. ونقل الروبورتاج، الذي نُشر الثلاثاء 09 ماي الجاري، مشاهد مما أسماها "حدود الإهانة" لمكفوفين وذوي احتياجات خاصة، على الجانب المغربي للمعبر، وهم يقفون في صفوف من أكثر من ثلاثين شخصا، وكذا طوابير لرجال ونساء يتجاوز طولها النصف كيلومتر، لأكثر من 12 ساعة قصد دخول مدينة سبتة. واستغربت الجريدة الإسبانية اشتغال ذوي الاحتياجات الخاصة في عمل يحتاج إلى مجهود بدني كبير جدا، خاصة بالنسبة للمكفوفين الذين يحتاجون إلى مرافقين أو يكتفون بالاستعانة بعصيهم البيضاء لحمل عشرات الكيلوغرامات على ظهورهم. "لكي تعمل حمالا يجب أن تحصل على أوراق الإقامة بمدينة تطوان، لكن الكثيرين يحصلون عليها رغم أنهم يقطنون بمدن أخرى عبر كرائها أو تقديم رشوة للسلطات قد تصل إلى 400 أورو"، يقول شاب مغربي في حديثه للجريدة الإسبانية. وعند سؤالها عن سعر حمل الرزم، أجابت إحدى النساء الواقفات على الصف الذي يبدو أنه لا يتحرك: "الوضع هنا يشبه سوق الأسهم، فأسعار حمل حُزم السلع تتغير صعودا ونزولا كل يوم، التجار يدفعون لنا 50 أورو، لكن قد يرتفع السعر في أي لحظة"، وغير بعيد عنها تصرخ أخرى: "نتعرض للضرب مثل الحيوانات من قِبل قوات الأمن، لكنهم لا يؤذون المتواجدين على رأس الصفوف لأن كاميرا المراقبة تصور كل شيء". وتضيف أخرى: "إذا أردت أن تمر بدون أن تقف طويلا على الصف عليك أن تدفع 50 درهما للشرطة، وعند عودتك عليك أن تقدم للشرطي بعض المقتنيات: قنينة حليب أو علبة بسكويت... الشرطة لا تحتاج للذهاب إلى المتاجر، كل شيء يصلهم إلى هنا". بعيدا عن المعبر، يقف عشرات التجار من أصحاب السلع بعرباتهم، ينتظرون حُزم بضائعهم التي يحملها الحمالون والحمالات، لتبدأ عملية التفاوض التي تحكي الكثير من البؤس والذل، والكثير من المال أيضا، في معبر حدودي مزدحم حد الاختناق.