18 أبريل, 2017 - 10:10:00 أثار مقال نشره الأسير مروان البرغوثي، في صحيفة "نيويورك تايمز" غضب ما يسمى بمنسق شؤون الحكومة في المناطق، الجنرال "يزواف مردخاي"، الذي وصف البرغوثي ب"الإرهابي القاتل". وكتب مردخاي باللغة الإنجليزية على موقعه الإلكتروني قائلا "لماذا نسيت إدارة تحرير نيويورك تايمز أن تذكر أن البرغوثي هو قاتل مدان وهو مسؤول بشكل مباشر عن قتل الكثير من الإسرائيليين حين كان قائدا للمنظمة الإرهابية كتائب شهداء الأقصى خلال الانتفاضة الثانية وكان من الأفضل أن يذكروا في نهاية المقال أن إدانته بالقتل جاءت في نهاية محاكمة عادلة دون أي اعتبارات سياسية حكمت عليه بالسجن الفعلي المؤبد لخمسة مرات يضاف إليها 40 عاما أخرى مروان قاتل وإرهابي". وعقابا على مقاله عمدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الإثنين إلى عزل مروان البرغوثي وثلاثة أسرى فلسطينيين آخرين بسبب قيادتهم للإضراب، وتم نقلهم إلى سجون معزولة. وكان الأسير البرغوثي قد نشر في أول أيام إضرابه ورفاقه عن الطعام، أمس الإثنين، مقالاً في الصحيفة الأمريكية الأكثر انتشاراً "نيويورك تايمز"، بيّن فيها أسباب ودواعي الإضراب عن الطعام الذي باشره مع أكثر من 1500 أسير فلسطيني على رأسهم البرغوثي نفسه الأمر الذي أثار غضب وحفيظة جنرالات وقادة قوات الاحتلال. ووصف البرغوثي في مقاله الإضراب عن الطعام ب"آخر الوسائل والخيارات التي يملكها الأسرى لمواجهة القمع والتنكيل والمطالبة بحقوقهم" معربا عن أمله أن تقوم الأمعاء الخاوية بإيصال رسالتهم للعالم أجمع وأن تحطم جدران الزنازين لتقرع أذان العالم. وقال البرغوثي في مقاله المنشور بالإنجليزية "بعد 15 عاما في السجون الإسرائيلية كنت فيها شاهدا وضحية لمنظومة الاعتقال التعسفي والاستبدادي الإسرائيلي وعلى سوء المعاملة التي يلقاها الأسرى وبعد استنفاذ كل السبل والإمكانيات قررت بعد عدم وجود أي خيار آخر سوى مقاومة القمع والإذلال من خلال الإضراب المفتوح عن الطعام لأن عشرات السنين أثبتت بما لا يقبل الشك أن المنظومة الإسرائيلية غير الإنسانية والاحتلال العسكري بكل تجلياته يهدف بالأساس إلى كسر معنويات الأسرى الفلسطينيين والأمة التي ينتمون إليها وذلك من خلال التسبب بالمعاناة الجسدية وعزلهم عن عائلاتهم واستخدام تقنيات معقدة من الإذلال". وأضاف "خرقت إسرائيل بصفتها قوة احتلال وعلى مدى السنوات السبعين الماضية القانون الدولي بعدة طرق ومختلف الأشكال دون أن تنال أي عقاب كما أنها خرقت اتفاقيات جنيف ومارست هذه الخروقات ضد أبناء الشعب الفلسطيني والأسرى من النساء والرجال والأطفال والشيوخ دون تمييز. وعن تجربته مع المعتقلات الإسرائيلية، قال البرغوثي "كنت في الخامسة عشرة من العمر حين اعتقلت لأول مرة ولم أكد أصل الثامنة عشرة حين أجبرني محقق إسرائيلي على فتح ساقي حين كنت واقفا عاريا تماما في غرفة التحقيق قبل أن يشرع بضربي على أكثر الأماكن حساسية حتى فقدت الوعي من شدة الألم وسقطت على الأرض وأصبت بجرح غائر في حاجبي لا زال يرافقني بآثاره حتى يومنا هذا، وهنا ضحك المحقق وقال لي أنني لن أنجب الأطفال مطلقا لأن أمثالي لا ينجبون سوى الإرهابيين والقتلة وبعد عدة سنوات من هذه الواقعة عدت مرة أخرى إلى السجون الإسرائيلية وقدت إضرابا عن الطعام وحينها أنجبت زوجتي طفلي الأول وبدلا من توزيع الحلويات كما هو الحال في مثل هذه الأحوال قمت بتوزيع الملح على الأسرى الآخرين وحين بلغ ابني الثامنة عشرة اعتقل هو الآخر وأمضى في السجون أربع سنوات". واختتم مروان البرغوثي مقاله بقوله "إن التضامن مع الأسرى يكشف فشل إسرائيل سياسيا وأخلاقيا وأثبت أن الحقوق ليست ملكا للمستبدين والاستبداديين وإنما هي حقوق شخصية يحق لكل إنسان التمتع بها وكما كان حال الأمم لن يكون الفلسطينيون استثناء لذلك فإن وضع نهاية للاحتلال وحدها كفيل بإنهاء حالة الظلم وغياب العدالة وستشكل بداية ولادة السلام".