19 يناير, 2017 - 12:59:00 قدمت الكاتبة المغربية ليلى السليماني مساء أمس الأربعاء، بباريس روايتها (أغنية هادئة) التي حصلت على جائزة غونكور 2016. وتحكي ليلى السليماني في روايتها التي صدرت عن دار (غاليمار) قصة ميريام، وهي أم لطفلين، التي قررت رغم عدم تحمس زوجها استئناف نشاطها داخل مكتب محاماة. وشرع الزوجان في البحث عن مربية لطفليهما، حيث وقع الاختيار على لويز التي حظيت بود الطفلين، وأضحت بالتالي عنصرا لا غنى عنه داخل الأسرة، لكن ما لبثت حالة الحاضنة النفسية أن تأزمت، واستبد بها شعور حاد بالوحدة، فبدأت تستعيد أحلامها المجهضة، وتوازن بين وضعها كخادمة تأتمر بأوامر سيديها، وتلبي رغباتهما، مما ولد لديها غيرة سرعان ما تحولت إلى حسد ثم إلى حقد أوقعها في المحظور. وقالت ليلى السليماني خلال هذه الأمسية، التي نظمت في إطار اللقاءات الأسبوعية لسفارة المغرب بباريس، إن روايتها تسلط الضوء على شخصيات في الظل تتمثل في المربيات اللائي يكرسن حياتهن لتربية أطفال الغير، مشيرة إلى علاقة الصراع والغموض التي تطبع الروابط مع عائلات هؤلاء الأطفال وخاصة الأمهات. وأضافت أنها تناولت قصة الحدود مع العائلات وود وألفة المربيات اللائي يتركن أطفالهن من أجل التكفل بأطفال أسر أخرى، معتبرة أن هؤلاء المربيات يمنحن الأطفال نوعا من الحب محدود في الزمن. وتابعت الروائية المغربية، أن هذه الشخصيات تعيش دوما من أجل الآخرين وبالاعتماد عليهم، إذ يتعلق الأمر ب"حياة بالوكالة"، مشيرة إلى أنهن يدركن في يوم من الأيام أنهن لم ينجزن شيئا من أجل حياتهم الشخصية. وقالت ليلى السليماني، إنه انتابها شعور بمفاجأة كبيرة بفوزها بجائزة الغونكور 2016، مبرزة أن الكتابة أعطتها شحنة من الحرية. ودرست ليلى السليماني المزدادة بالرباط في المعهد الثانوي الفرنسي بالعاصمة المغربية، ثم في معهد العلوم السياسية بباريس وفي المدرسة العليا للتجارة (مع اختصاص في الإعلام). وعملت خمس سنوات في مجلة «جون أفريك» ثم استقالت لتتفرغ للكتابة، موقعة روايتها الأولى «في حديقة الغول» التي فازت بفضلها بجائزة المامونية الأدبية والتي أهدتها لوالديها. وجرى اللقاء بحضور نخبة من المثقفين المغاربة والفرنسيين.