26 ديسمبر, 2016 - 07:10:00 بوادر أزمة دبلوماسية جديدة تلوح في الأفق بين المغرب وموريتانيا، بسبب تصريحات كان أدلى بها الأمين العام لحزب "الاستقلال" حميد شباط أول أمس، اعتبر فيها أن "تراب هذه الدولة كان يدخل ضمن الأراضي المغربية، وأن حدود المغرب تمتد من "سبتةالمحتلة إلى نهر السنغال". ردّ الجارة الجنوبية لم يتأخر، إذ سرعان ما عبّر حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم في موريتانيا عن امتعاضه الشديد من تصريحات زعيم الاستقلاليين، معتبرا كلامه "صفاقة وانحطاط إلى قاع الإفلاس السياسي وغياب للرؤية الإستراتيجية لا مثيل له، تعاني منه نخب مغربية أفلست ووضعت المغرب في عزلة وحالة توتر مع كل جيرانه". من جانبها، انتقدت وزارة الخارجية المغربية بشدة تصريحات شباط، واصفة إياها ب''الخطيرة"" و"غير المسؤولة"، مشيرة في بيان لها إلى أن "الأمين العام للحزب ينخرط في نفس المنطق الذي يتحدث به أعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية الذين يحاربون عودتها الشرعية إلى عائلتها المؤسسية في إفريقيا". عبد الفتاح بلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش أكد أن " تصريح الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، حول مغربية موريتانيا هدية للدبلوماسية المغربية، وفرصة مواتية لجس النبض ومعرفة موقف الجارة الجنوبية، خصوصا بعد مسألة "كركرات" وغموض العلاقات المغربية الموريتانية". وأوضح بلعمشي في تصريح لموقع "لكم" أن "موقف الدبلوماسية المغربية ثابت بخصوص جيرانه، غير أنه يجب توضيح أكثر الموقف الرسمي من الجارة الجنوبية" مشيرا إلى أنه "لا يجب أن يصادر حق الحزب (الاستقلال) في التعبير عن موقفه الذي يعتبر جزءا من أدبياته التاريخية، التي دائما ما كانت تردد أن الصحراء الشرقية (و تندوف و القنادسة و كلومب بشار و واحات توات ) جزء من التراب المغربي". ورفض بلعمشي تصريحات شباط إذ اعتبر أنه كان من الليونة واللباقة أن لا يتم التعبير عنها بهذا الشكل، فحدود الدول محددة بقانون دولي، الآن موريتانيا دولة مستقلة كاملة السيادة، ولهذا لا بد من احترام الدولة الموريتانية والإنسان الموريتاني لأن ما يربط الشعبين أكبر من علاقات ثنائية، فرؤيتنا إلى الخلف لا يجب أن تؤثر على واقع العلاقات الثنائية". "زعيم الاستقلاليين ليس مسؤولا عن السياسة الخارجية" يقول بلعمشي، مشيرا إلى أن "الحزب الموريتاني الحاكم ردّ على موقف شباط كمسؤول حزبي، قبل أن يبرز أن "الحدود المغربية نفسها تمتد وتتقلص منذ مئات السنين إلا انه يجب مراعاة الجوار ما دام ليست هناك دولة تتطاول علي حدود دولة أخرى، ففي أوربا هناك أحزاب يمينية عنصرية تخلق مشاكل كبيرة لبلدانها لكن لا يمكن مصادرة حقها في التعبير عن أدبياتها ومواقفها السياسية".