11 ديسمبر, 2016 - 10:25:00 اكتست احتفالات ذكرى المولد النبوي، في مدينة طنجة بأقصى شمالي المغرب، مساء الأحد، طابعاً شعبياً لافتاً، من خلال مظاهر احتفالية عاشتها أحياء المدينة، تمثلت في مسيرات ومواكب للشموع بمشاركة مختلف الشرائح العمرية. ونظم سكان العديد من أحياء المدينة استعراضات، انطلقت بعد صلاة العشاء، حيث تجمعوا رجالا ونساء وأطفال، في فضاءات أحيائهم الشعبية، فيما نظم آخرون مسيرات يتقدمها الأطفال، وهم يرددون أناشيد وأهازيج احتفالية من التراث الشعبي المغربي وكذا بعض القصائد المديحية المأثورة وسط زغاريد النسوة. وتزامنت هذه الاحتفالات الشعبية في مدينة طنجة، مع طقوس روحية خاصة، حيث ظلت أبواب مختلف المساجد والزوايا، مفتوحة في وجه العموم حتى ساعات متأخرة من الليل، واحتضنت هذه الفضاءات أمسيات ذكر ومديح، بحضور مواطنين من مختلف الشرائح الاجتماعية، وهم مرتدين للباس المغربي التقليدي المتمثل أساسا في "الجلباب" و"الجابادور". احتفالات عيد المولد النبوي في طنجة، لم تقتصر على المظاهر الشعبية فقط، فقد أشرفت سلطات المدينة، على تنظيم احتفالات ذات صبغة رسمية، حيث ترأس محافظ المدينة محمد اليعقوبي، وعمدتها محمد البشير العبدلاوي، حفلا دينيا بالمسجد الأعظم، وهو عبارة عن معلمة دينية عتيقة يعود تاريخ بنائها إلى القرن الثامن عشر. وتُعدّ طنجة، في طليعة المدن المغربية، التي تأخذ فيها احتفالات المولد النبوي هذه الأبعاد المختلفة الحافلة بالروحانية، حيث تبدأ مع مستهل شهر ربيع الأول، وتمتد لبضعة أيام بعد ذكرى المولد النبوي (12 ربيع الأول)، وتتوج في اليوم السابع من الذكرى على موعد مع موكب الهدايا الذي يدخل هذا العام سنته الثامنة، بعد توقف لقرون عديدة.