22 أكتوبر, 2016 - 09:31:00 "فيديو توك توك" سائق "التوك توك"، قال ما لم يستطع الكثير من المصريين قوله.. ثم اختفى الفيديو".. جاء هذا في تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية لتسليط الضوء على أسباب اختفاء الفيديو بعد انتشاره بشكل كبير. وقالت الصحيفة:" أهمية كلام سائق "التوك توك" جاءت وسط تنامي مشاعر الاستياء من ارتفاع الأسعار، وتخفيض الدعم الحكومي للسلع الغذائية، والخدمات وهو ما جعل الحياة يوما بعد يوم أصعب". وفيما يلي نص التقرير.. الغضب من سائق "التوك توك" لأن كلامه جاء على وتر حساس، ببلاغة انتقد بجرأة حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنفاقه المليارات على مشاريع البنية التحتية الضخمة، دون الاهتمام بالتعليم، والزراعة، والصحة. وقال السائق خلال برنامج تلفزيوني:" قبل الانتخابات الرئاسية كان لدينا سكر، وكنا نصدر أرز، لكن الأمور تغيرت حاليا .. ماذا حدث؟ نريد أن نفهم؟". إحباطه وخوفه واضح من النظام العسكري، الفيديو انتشر بسرعة على وسائل الإعلام الاجتماعي، وشاهده نحو 5 ملايين شخص في وقت قليل جدا، وأثار كلامه ردود فعل غاضبة من أنصار السيسي الذين وصفوا سائق التوك التوك بأنه "عضو في جماعة الإخوان المسلمين". فيديو "أنا خريج توك توك" الذي هز مصر.. شاهده 3 ملايين في 5 ساعات ولكن بعد ذلك حدث شيء غير عادي "اختفى الفيديو". فقد تمت إزالته بسرعة من صفحة قناة الحياة على الفيس بوك، وجميع صفحاتها على الانترنت، وبعد ذلك منع البرنامج التلفزيوني الذي أذاع كلام سائق "التوك توك"، وقيل أنه حصل على إجازة لمدة أسبوعين، وقالت شبكة قنوات الحياة إنها إجازة مخطط لها سابقا. ولكن بالنسبة لعشرات الآلاف من المصريين على وسائل الاعلام الاجتماعية، فإن حذف فيديو "التوك توك" علامة أخرى على الرقابة الصارمة التي تفرضها حكومة السيسي على أي معارضة لحكمه. ولكن السؤال، لماذا حكومة أكبر دولة عربية من حيث السكان، تبدو مهددة وخائفة من سائق توك توك؟. ليس هناك إجابة واضحة، ولكن بالنظر إلى الماضي تبدو الأمور منطقية، فقبل خمس سنوات فقط محمد البوعزيزي، بائع متجول تونسي أشعل النار في نفسه احتجاجا على الأحوال في البلاد، أشعلت وفاته الثورة في تونس، وأطلقت شرارة الربيع العربي في مختلف البلدان العربية و أطاحت بعدد من الزعماء ومن بينهم الرئيس المصري حسني مبارك. وتأتي أهمية كلام سائق التوك التوك وسط تنامي مشاعر الاستياء من ارتفاع الأسعار، وتخفيض الدعم الحكومي للسلع الغذائية، والخدمات وهو ما جعل الحياة يوما بعد يوم أصعب. وأشعل شخص النار في نفسه بمحافظة الإسكندرية، وأكد شهود عيان إن الرجل لم يعد قادرا على تحمل ارتفاع تكاليف الحياة، وفقا لصحيفة "المصري اليوم". ومؤخرا انتشرت دعوات لمظاهرات يوم 11 / 11 احتجاجا على تعامل حكومة الرئيس السيسي مع الاقتصاد، وبالفعل اعتقلت الأجهزة الأمنية عشرات المعارضين، والنشطاء السياسيين بسبب الدعوات الاحتجاجية، بحسب وسائل إعلامية. الجهود الرامية لإسكات سائق "التوك توك" شجعت آخرين على الحديث عن الأزمة المالية، والحكومة. - المصدر: الواشنطن بوست