15 أكتوبر, 2016 - 04:55:00 نظمت "حركة أنفاس للديمقراطية" مائدة مستديرة لمناقشة نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، المائدة التي حضرتها بعض الوجوه اليسارية ارتكزت بالأساس على تقييم النتائج التي حصلت عليها . حملة فدرالية اليسار استهدفت مقاطعي العملية الانتاخبية عبد الله أبعقيل عضو "فدرالية اليسار" أوضح أن الحملة التي انتهجتها فدرالية اليسار في دائرة آنفا بالدار البيضاء كانت ترتكز على طرق الأبواب والذهاب مباشرة عند الناخب وبذلك استهدفت الفئات التي لم تقاطع العملية الانتخابية، حيث طرقت الفدرالية باب 26 ألف مواطن وحصلت في نهاية المطاف على 6700 صوت في هذه الدائرة مما يعني أن اسراتيجيتها كانت ناجحة. وأضاف أبعقيل أنه إذا حافظت الفدرالية على هذه الاستراتيجية فإنها ستحقق نتائج أحسن في الاستحقاقات القادمة. إذا أراد" اليسار " أن يتقدم فلا بد له من أن يمارس نوعا من النقد والجلد الذاتي من جهتها قالت سارة سوجار الناشطة السابقة في حركة 20 فبراير إن نسبة المشاركة في اقتراع 7 أكتوبر كانت ضعيفة مما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول طبيعة العزوف السياسي في المغرب هل هو ناتج عن أزمة ثقة للمواطن المغربي في العملية السياسية؟ وهل من يقاطع يقاطع عن وعي أو لا؟. وأشارت سوجار أنه في الساحة السياسية الآن هناك فاعل سياسي قوي ومنظم سواء اتفقنا معه أو لا وهو "حزب العدالة والتنمية" الذي يحظى بتعاطف كبير من قبل المغاربة بالرغم من حصيلته الضعيفة، أما أحزاب اليسار تضيف سوجار فإن نتائجها ضعيفة، هناك تقدم نسبي لفدرالية اليسار ولكنه تقدم ضعيف. وأكدت سوجار أن هناك فئة كبيرة من الشباب تتبنى قيم اليسار وتتعاطف مع الفيدرالية لكنها خارج هياكلها ، في المقابل نجد أن "حزب العدالة والتنمية" انفتح على قواعد شبابية من الخارج لكي يرشحها وهذه نقطة تحسب له حسب المتحدثة. وأوضحت سوجار أن مشاركة الشباب في المعادلة الانتخابية كانت ضعيفة و أنه قد حان الوقت لإخراج الشيوخ من الأحزاب وإعادة النظر في الكوطا النسائية والشبابية بصيغتها الحالية مبرزة أنه إذا أراد اليسار أن يتقدم فلا بد له من أن يمارس نوعا من النقد والجلد الذتي. سلا أصبحت "جمهورية إسلامية" وهناك محسوبون على "البيجيدي" و"البام" داخل فدرالية اليسار عمر بنجلون عضو حزب الطليعة المشارك في ائتلافية "فدرالية اليسار" قال في تقييمه للانتخابات إن اليسار فشل في محاربة التنظيمات المافيوزية والاسلامييون هم من استفادوا من هذا الفشل لان هناك مسلسلا من الأخطاء التي راكمها اليسار تاريخيا من بينها تأثير تجربة التناوب التي أرخت بظلالها على اليسار الراديكالي كذلك. وأضاف بنجلون أن حزب "الاتحاد الاشتراكي" تحالف مع "الأصالة والمعاصرة" لعل وعسى أن يحرز مقاعد برلمانية إضافية و أن "التقدم والاشتراكية" التصق ب "العدالة والتنمية" من أجل كسب المقاعد البرلمانية وفي النتيجة حصدا الفشل لأنهما ارتميا في حضن العدو على حد تعبيره. وأشار بنجلون إلى أن مدينة سلا أصبحت جمهورية إسلامية تتعايش فيها تنظيمات مافيوزية مختلفة و"العدالة والتنمية" أحرز فيها 3 مقاعد من أصل 4 بالرغم من كل وسائل التضييق التي تعرض لها وبذلك فإن هذا الحزب حسب بنجلون يقول للدولة "ديري لي درتي نحن نتقوى ونتغلغل". وألح بنجلون على ضرورة أن تنتبه الدولة للتغلغل الكبير ل "العدالة والتنمية"، لانه في المستقبل رقم 125 مقعد الذي حصل عليه هذا الحزب سيقفز ويزيد لأن السلطة التأثرية لحزب العدالة والتنمية تفوقت على السلطة التقريرية للدولة دائما حسب نفس المتحدث. وأوضح بنجلون أن فيدارلية اليسار تبنت مفهوم الخط الثالث ونبذت التبعية ولكن وسط الفدرالية هناك محسوبون ل "العدالة والتنمية" ومحسوبون عن "الأصالة والمعاصرة" كذلك وكل حزب يجر لصالحه، مضيفا أن فدرالية السيار اعتقدت انه من خلال حملة في الفايسبوك ستننجح لكن للأسف فشلت لدرجة أن بعض رؤساء البلديات المحسوبين على الفدرالية ترشحوا في الانتخابات ولم يفرزوا أي مقعد. وختم بنجلون كلامه قائلا "يجب أن نكف عن ترديد مقولة أننا لازلنا أقوياء و أن ونقوم بقراءات حقيقة للواقع السياسي بالمغرب". ما تبقى من "الاتحاد الاشتراكي" و"التقدم والاشتراكية" هو قشرة المناضل فقط الصحفي والناشط الحقوقي، رشيد البلغيتي، قال إن المغرب اليوم في زمن الاسلاميين وزمن الاسلاميين سيطول لأن كل ما يحدث في المغرب ينتج بطريقة أو بأخرى زبونا "للعدالة والتنمية". وأشار البلغيتي أن "العدالة والتنمية" استعمل خطابا سياسيا إسلاميا أكسبه التعاطف الشعبي، كما أنجز سياسيات عمومية بنفس إحساني لذلك سيستمر ولن يقهر لأنه الحزب الوحيد المنظم في الساحة السياسية والذي يتوفر على جمعيات وتنظيمات كبيرة ويشتغل بشكل يومي مع المواطنين وتابع البلغيتي كلامه قائلا " حالتنا في المغرب ليست حالة الصراع من أجل الدميقراطية بل نحن امام من يتصارعون من أجل خدمة فكرة التحكم ومن يعطي كل الاشارات أنه سيكون الخادم الأول". وأكد البلغيتي أن المغرب اليوم يعيش وهم اليسار الذي فقد قاعدته الشعبية "ومن الخطئ أن ندخل كلا من حزبي "الاتحاد الاشتراكي" و"التقدم والاشتراكية" في دائرة أحزاب اليسار لأن ما بقي منهم هو قشرة المناضل فقط.