26 سبتمبر, 2016 - 04:41:00 افتتح عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، الحملة الانتخابية لحزبه ''العدالة والتنمية''، الذي يقود الحكومة، معربا عن ثقته بتصدر حزبه الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 7 أكتوبر المقبل، جاء ذلك في كلمة له خلال مهرجان خطابي، الذي حضره حوالي 20 ألف من أعضاء وأنصار الحزب. الخطاب الذي جاء اسثنائيا بحكم ظرفيته السياسية وسياقه الانتخابي، أثار العديد من المهتمين بالصرح السياسي، حيث لوحظ عدم ذكر بنكيران لكلمة ''التحكم''، التي طبعت فترة ولايته الحكومية، إذ لم يجئ ذكر مصطلح ''التحكم'' على لسان بنكيران، الذي لم يفوت مهرجانا خطابيا أو لقاء داخليا، دون أن يذكره مباشرة، ونادرا ما أشار إليه أو لمح له. عدم إشارة بنكيران لما تسميه أدبيات حزبه بقوى ''التحكم'' خلال انطلاق حملة حزبه، اعتبره البعض بأنها نتيجة منطقية، خاصة بعد بيان الديوان الملكي ضد تصريحات حليفه نبيل بنعبد الله. خالد الرحموني، القيادي في حزب العدالة والتنمية، أوضح أن حزبه لن يتخلى عن مواجهة التحكم، مؤكدا أن الحزب اختار في خطابه السياسي أن يكون واضحا، من خلال تبني شعار ''مواصلة الإصلاح''، ولن يكون هناك أي تراجع ولا ارتباك في المعركة التي نقودها ضد السلطوية، لأن التحكم في تراجع والمضاد الحيوي له هو استمرار الإصلاح من الداخل، وبناء مؤسسات قوية'' يقول الرحموني. ولفت الرحموني في السياق ذاته أن مواجهة السلطوية لا تتم بالفعل والقول فقط بل من خلال بناء حملة مضادة لهذا التحكم، عبر مواصلة الإصلاح وتبني خيار النضال الديمقراطي من داخل المؤسسات، لأن العنوان الأساسي لهذه المرحلة هو مواصلة الإصلاحات في ظل الاستقرار، قبل أن يبرز ''العدالة والتنمية يهمها في هذا النزال، اقتناع الناس بفكرة الإصلاح، والذهاب فيما بعد إلى محاصرة التحكم''. وكشف الرحموني أن ''هناك تلازم بين قطبين أساسيين، هما الاستمرار في الإصلاح، والكشف عن خطورة السلطوية على المؤسسات، وهو خطاب يتبناه كل الديمقراطيين (فيدرالية اليسار والتقدم والاشتراكية وحزب الاستقلال). بنكيران فهم رسالة الملك جيدا من جهته، أكد أحمد مفيد، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أن الفاعلين السياسيين، بما فيهم عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب ''العدالة والتنمية''، استوعبوا جيدا فحوى الرسالة الملكية الأخيرة، التي وجهها إلى زعماء الأحزاب في خطاب عيد العرش، مشيرا إلى أن مضمون الخطاب الملكي، الذي أكد فيه الملك محمد السادس، بأنه ملك لكل المغاربة، وأنه لا يجب استغلال اسم المؤسسة الملكية في الصراع الانتخابي، لأن الصراع يكون بالبرامج والتصورات. وأوضح مفيد، أن مضمون بلاغ الديوان الملكي الأخير رسالة مهمة لكل الفاعلين، مفاده أن المؤسسة الملكية محايدة وأن الكلمة الأخيرة ستكون للناخبين ولا دخل لأي طرف في اللعبة السياسية، قبل أن يعرج على المهرجان الخطابي الذي نظمه حزب العدالة والتنمية، بالمركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، التي تعتبر بحسب مفيد، مركز القرار، فهو يسعى (العدالة والتنمية) إلى تثبيت استمراريته في رئاسة الحكومة، فحضور أغلبية قيادات وقياديي الحزب، تأكيد على أن الحزب لا يعاني من مشاكل تنظيمية رغم وجود اختلافات في تقدير للأمور، إلا أن الحزب عبر عن انسجامه، وجعل من انطلاق الحملة الانتخابية لحظة للمِ الشمل، ثم هناك أيضا، حضور جماهيري ومكثف، حوالي 20 ألف مشارك، فرغم كونه قاد العمل الحكومي لمدة خمس سنوات، إلا أن قاعدته الشعبية في اتساع متزايد. واسترسل مفيد قائلا: ''حزب العدالة والتنمية استطاع لأول مرة أن يغطي 100 في المائة، من التراب الوطني، للدفاع عن حصيلته الحكومية، وللترويج لبرنامجه الانتخابي بهدف استمالة أصوات الناخبين وضمان الشرعية السياسية''.