09 غشت, 2016 - 12:27:00 خمسة أشهر، مرت على ''أصعب'' و ''أخطر'' أزمة عرفتها قضية الصحراء، وصلت إلى حد طرد بعثة ''المينورسو'' من الصحراء، وتأزم العلاقة بين الرباط و"بان كيمون"، بعد تصريحاته المعادية للمغرب، يجري حديث اليوم في أروقة الأممالمتحدة عن مقترح لإعادة إطلاق المفاوضات لحل نزاع عمره أزيد من 40 سنة، وبرزت بوادر الانفراج بين المغرب والمنظمة الأممية من خلال سماح الرباط بعودة أعضاء من بعثة المنظمة إلى الصحراء، سبق أن طردهم المغرب احتجاجا على تصريحات بان كيمون، ويتعلق الإقتراح الرسمي الذي قدمته ''الأممالمتحدة'' بإعداد الأرضية لاستئناف المفاوضات، فيما بات بإمكان المبعوث الخاص لبان كي مون، كيرستوف الروس، أن يزور المنطقة خلال الشهر الجاري من أجل بعث مسار المفاوضات بين المغرب وجبهة ''البوليساريو''، كما أكدت ذلك مصادر ديبلوماسية. وسترعى ''الأممالمتحدة'' المفاوضات بين الطرفين، على أمل تسوية الملف بصفة نهائية، خصوصا بعد تصريح فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام الأممي، الذي عبر أنه ''لا شيء يمنع كريستوف الروس من العودة إلى المنطقة لمواصلة جهوده من أجل تسهيل المفاوضات''. البوليساريو: استمرار المغرب الهروب إلى الأمام يدفعنا إلى أساليب أخرى للمقاومة إلى ذلك، جددت الجبهة ''الانفصالية''، في شخص كبير ممثليها بالجزائر، دعوتها إلى بناء ما تعتبره ''الدولة الصحراوية''، من خلال تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب ''الصحراوي''، بموجب الإتفاق الذي سبق وأن وقعته مع المغرب برعاية الأممالمتحدة، مؤكدا أن ''كل آمالنا معلقة على التسوية السياسية السلمية للقضية الصحراوية، وإذا استمر المغرب في سياسة الهروب إلى الأمام، يتحتم علينا اللجوء إلى أساليب أخرى للمقاومة''. نفس المتحدث، صرح بأن مهمة بعثة الأممالمتحدة ''مينورسو''، واضحة ولكن المغرب يعمل كل مرة على عرقلة أدائها لوظيفتها، ولا شك أن مجلس الأمن كان كل مرة أيضا متسامحا مع المغرب المدعوم من طرف فرنسا المتحالفة معه ضد تقرير مصير ''الشعب الصحراوي''. يضيف بشرايا حمودي بيون. واعتبرت ''البوليساريو''، أن ''قرار المغرب طرد البعثة محاولة يائسة منه للتملص من الشرعية الدولية، بحجة واهية تتعلق بالتصريحات الأخيرة للأمين العام الأممي، بان كيمون، التي قال فيها خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة أن ''الصحراء الغربية أرض محتلة''، موضحة أن ''المغرب حاول اختلاق أزمة للعالم بطرده بعثة المينورسو، ولكن الأزمة كان المقصود منها لفت أنظار العالم عن الأزمة الحقيقية''. وكان الناطق الرسمي للأمم المتحدة، أعلن بشكل علني عن ترتيبات جديدة لبعث المفاوضات من جديد لكنه لم يكشف فحواها، وفي انتظار قدوم كريستوفر روس إلى المنطقة، أبرزت ''البوليساريو'' استعدادها للتعاون معه والتعاطي بإيجابية مع الأممالمتحدة بالحرص على تنفيذ قرارات، معلنة جاهزيتها للتفاوض الجدي والبناء من أجل تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بقضيتنا ''. واستحضرت البوليساريو، محاولة المغرب العودة إلى الاتحاد الإفريقي، مشيرة إلى أن ''المملكة لم تأت بنية البناء وإنما بنية محاولة تفتيت الاتحاد الإفريقي وتكسيره باستعمال بعض الدول لتنفيذ هذه المهمة على غرار السينغال وغينيا وكوت ديفوار وجزر القمر''، مستدركة بأن 46 دولة ستظل حصنا منيعا أمام المناورات المغربية''. وعن الأوضاع الداخلية كشف كبير ممثلي الجبهة في الجزائر، أن ''مستوى أداء بعض وزاراتنا أحسن مما هو حاصل في بعض دول الجوار، ولدينا ممثليات دبلوماسية في مختلف أنحاء العالم و جيش نظامي في مستوى الدفاع، غير أن أمورنا نسيرها بالدعم الدولي الذي نتحصل عليه من الجزائر ومن مختلف أنحاء العالم، ولاشك أن هذا قد خلق لنا صعوبات ومتاعب في الجانب المادي ورغم ذلك فإن الأمر لا يؤدي بنا إلى الخذلان والتخلي عن الوطنية''. وأضاف أن ''المساعدات التي نتحصل عليها اليوم تأتي بالأساس من الجزائر ومن بلدان الاتحاد الإفريقي ومن فنزويلا ومن كوبا ومن بلدان أوروبية، ومن منظمات غير حكومية، ورغم الظروف الصعبة التي يعيشها سكان المخيمات إلا أنهم لا يعانون في المقابل من أي أمراض خطيرة أو أوبئة''.