09 يوليوز, 2016 - 12:42:00 خصصت قناة "ميدي 1 تيفي" برنامجا خاصا للحديث عن ما بات يعرف ب فضيحة النفايات"، واستدعت ثلاثة ضيوف يتقاسمون نفس الرواية وهي رواية "الجمعية المهنية للإسمنت" صاحبة الصفقة. وكان ضيوف الحلقة هم محمد الشعيبي، رئيس "الجمعية المهنية للإسمنت"، و هند باداغ، "ممثلة اللجنة التقنية للجمعية المهنية لمصنعي الإسمنت"، وكلاهما دافعا عن وجهة نظر "الجمعية المهنية للإسمنت"، وشارك في نفس البرنامج حسن شواوطة، رئيس "الجمعية المغربية لخبراء تدبير النفايات والبيئة"، الذي بدا وكأن حضوره هو فقط من أجل تزكية ما كان يقوله الضيفين الآخرين، في غياب شبه تام للصحفي المحاور الذي اختصر دوره على توزيع الكلمة بين المتدخلين الثلاثة، وحينما اعترض رئيس "الجمعية المهنية للإسمنت" على مصطلح النفايات الذي كان يستعمله الصحفي انساق بدون اعتراض على وصفه لتلك النفايات بأنها "وقود بديلة". وطيلة الحلقة ظهرت عدة تناقضات في حديث المتدخلين الثلاثة الذين حاولوا الدفاع باستماتة عن الصفقة والترويج ل "النفايات المستوردة" بأنها "وقود بديل". ومن تلك التناقضات قولهم بأن النفايات المستوردة لا يمكن أن تشحن أو تصدر قبل أن تخضع للتحليل من طرف مختبرات معترف بها في أوروبا، وقولهم بأن الشحنة التي تم استيرادها مازالت مخزنة في مخازن المعمل الذي استوردها، وبالمناسبة هو مصنع "لافارج" ببوسكورة، وذلك في انتظار نتائج تحليل ينتظر أن يأتي من مختبر في فرنسا. التناقض الثاني هو قولهم بأن هذه الشحنة المستوردة (2500 طن) هي الأولى من نوعها. وذلك، حسب قولهم مرة، من أجل معرفة مدى استيعاب أفران المصانع المستوردة لهذا النوع من الوقود. ومرة أخرى من أجل اكتساب خبرة لتصنيع نفس الوقود من النفايات المغربية. وقبل ذلك اعتراف المتدخلين الثلاثة بأن الاتفاقية الموقعة بين وزارة البيئة و"الجمعية المهنية للإسمنت" الخاصة باستيراد النفايات، تعود إلى عامي 2002 و2003، وهو ما يطرح السؤال لماذا سيتم التوقيع على اتفاقية دون استغلالها لمدة 13 سنة! من جهة أخرى أكد المتدخلون الثلاثة نفس المقولة التي تؤكد بأن عملية الحرق في أفران تبلغ درجة حرارتها 1500 درجة، لا تخلف أية نفايات أو أضرار على البيئة، لأن الأمر، كما أكدوا ذلك كل على لسانه الخاص، يتعلق بعملية إتلاف وتدمير وتلاشي. لكن في نفس البرنامج اعترف المتدخلون الثلاثة باستعمال أفران معامل الإسمنت منذ 14 سنة لنفايات صناعية ملوثة مثل "العجلات المطاطية" و"الزيوت المحروقة"، وهذه الأخيرة صنفها الخبير حسن شواوطة، ضمن النفايات الخطرة والسامة. وفي نهاية "البرنامج الخاص" سيتضح من خلال زلة لسان هند باداغ، ممثلة "اللجنة التقنية للجمعية المهنية لمصنعي الإسمنت"، أن الأمر كان يتعلق بعملية "ماركوتينغ"، عندما قالت بأن حضورهم في البرنامج كان من أجل وضع حد لما وصفتها بالمغالطات التي رافقت ما وصفه الخبير الذي شاركها نفس البرنامج ب "الضجة" في إشارة إلى حملة "المغرب ليس مزبلة" التي اتخذت أبعاد كبيرة وكان من بين مزاياها دفع الأطراف المهمة في هذه الصفقة إلى الخروج للدفاع عن نفسه.