20 يونيو, 2016 - 01:46:00 يبدو أن الزيارة المرتقبة، اليوم الإثنين 20 يونيو الجاري، لرئيس جمهورية رواندا، "بول كاغامي"، إلى المغرب بدعوة من الملك محمد السادس، من شأنها أن تفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية ودول شرق إفريقيا التي تساند جلها جبهة "البوليساريو" الانفصالية. موقف نسبيا محايدفعلى الرغم من اعتراف جمهورية رواندا بما يسمى ب"الجمهورية العربية الصحراوية" منذ سنة 1976، ودعمها لموقف هيئة الأممالمتحدة الذي يسعى إلى إيجاد توافق سياسي ومستدام من أجل حل ملف التنازع القائم بخصوص ملف الصحراء، فإن هذا الموقف لا يمنع المغرب من السعي إلى حوار ثنائي مع العاصمة "كيغالي" بغرض إقناعها بمغربية الصحراء. وتشير هذه الخطوة إلى انفتاح دبلوماسي بين البلدين، بحيث أن المغرب سيفتتح سفارة له بالعاصمة الروندية "كيغالي" خلال السنة الجارية، وذلك في إطار التحرك الدبلوماسي للمغرب في عدد من بلدان شرق إفريقيا وأمريكا اللاتينية بخصوص قضية الصحراء. يذكر أن الرئيس الروندي، كان قد أجرى زيارة رسمية للجزائر ما بين 19 و 21 من شهر أبريل 2015، والتي التقى خلالها بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بحيث أعاد الطرفان التأكيد على دعمهما لمجهودات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، و مبعوثة الخاص، كريستوفر روس، من أجل حل النزاع القائم بخصوص ملف الصحراء. كاغامي..القائد الإفريقي الأكثر إلهاما ولوحظ تقرب المغرب من الرئيس الروندي "بول كاغامي" خلال منتدى "Medays"، وهو سلسلة من الندوات الدبلوماسية السنوية، نظمها معهد "Amadeus" شهر نونبر 2015، بحيث تم تقديم "كاغامي" كضيف شرف، قبل أن يتم تتويجه بلقب "القائد الإفريقي الأكثر إلهاما". فالمغرب له إعجاب خاص بالرجل القوي في رواندا، الذي تمكن من إعادة بناء بلد دمرته الإبادات الجماعية، والذي تبنى خطابا مناهضا للاستعمار، الشيء الذي تزامن مع الموقف الذي بات الملك محمد السادس يتباه مؤخراً، بالإضافة إلى تقدير المملكة لاستراتيجية رئيس رواندا في مكافحة الفساد وتشجيعه ل"الثورة الاقتصادية"، التي بدأها منذ توليه منصبه الحالي، بحيث بات بلده يحتل مرتبات متقدمة نسبيا في التصنيفات العالمية. لا لسياسة الكرسي الفارغ وستلعب جمهورية رواندا، بعد زيارة رئيسها للمغرب، دورا محوريا في استراتيجية المغرب في التأثير في البلدان الإفريقية، خصوصاً و أن هذا البلد الإفريقي سيحتضن قمة الاتحاد الإفريقي ما بين 10 و 18 يوليوز المقبل، المنظمة التي انسحب منها المغرب سنة 1984 احتجاجا على قبول "البوليساريو" كعضو داخلها. ترجمة عن موقع جون أفريك