06 يونيو, 2016 - 12:07:00 مرة أخرى يكشف هلال شهر رمضان عن تناقضات الدول العربية التي تدين بنفس الدين الإسلامي. فعند كل شهر صيام يتذكر المسلمون أن الفارق الزمني بين دولهم يمكن أن يقاس بالساعات وليس بالدقائق حتى بين الدول التي تتقاسم نفس الحدود. فسكان مدينة وجدة المغربية على الحدود مع الجزائر سيجدون أنفسهم يصومون مع سكان مدينة مسقط، عاصمة سلطنة عمان التي تبعد عنهم آلاف الكيلومترات، وليس مع سكان مدينة مغنية الجزائرية التي يصل صدى آذان مساجدها إلى الضواحي الشرقية للمدينة المغربية. فقد أعلنت 20 دولة عربية أن يوم الإثنين هو أول أيام شهر رمضان المبارك، بعد ثبوت رؤية هلال الشهر لديهم مساء الأحد، بينما يبدأ شهر رمضان يوم الثلاثاء في سلطنة عمان والمغرب وعند شيعة العراق وقطاع من الشيعة في لبنان. وهكذا أعلنت كل من السعودية واليمن ومصر والإمارات وقطر والكويت والبحرين والأردن والعراقولبنان وسوريا ومناطق السلطة الفلسطينية وليبيا والجزائر وتونس وموريتانيا والسودان والصومال وجزر القمر وجيبوتي أن يوم الاثنين هو أول أيام شهر رمضان بينما أعلن المغرب وسلطنة عمان، وكلاهما تقعان في أقصى غرب وأقصى شرق العالم العربي، يوم الثلاثاء هو بداية شهر الصيام. وليست هذه هي المرة الأولى التي يختلف فيها العرب، والمسلمون عامة في الاتفاق على تحديد بداية الشهور القمرية. ويعود هذا التباين الصارخ (فارق 24 ساعة) في تحديد بداية الشهر القمري، إلى كون بعض البلدان تعتمد على الرؤية بالعين المجردة ودول أخرى تعتمد على الحساب الفلكي، في حين تجمع دول أخرى بين الرؤية والحساب. وفي كل سنة، وبمناسبة حلول شهر رمضان، يطرح هذا الخلاف إشكالية تحديد الطريقة الأمثل لتوحيد التقويم القمري في الدول الإسلامية، ورغم كل الندوات واللقاءات والبحوث والدراسات التي تنجز لهذا الغرض، يعود النقاش كل مرة مجددا إلى نقطة الصفر.