16 فبراير, 2016 - 06:03:00 بعث الشيخ حماد القباج، أبرز وجوه السلفية بمراكش، لنظيره الشيخ محمد عبد الوهاب الرفيقي، الملقب ب"ابو حفص"، برسالة، حثه فيها بعدم "الإنتساب" لأمين عام حزب "الأصالة والمعاصرة"، إلياس العماري، ومشروعه السياسي ونفوذه، وهي الرسالة التي نشرها، على بوابته الإلكترونية، يوم الثلاثاء 16 فبراير الجاري. وكتب القباج في معرض الرسالة :"مهما كان نفوذ السيد إلياس (العماري) ومهما كانت ثروته، فإن المناضل الشريف لا ينتسب له ولا يخدم مشروعه إلا إن تراجع عن فكر الاستئصال القائم على كراهية المخالف واحتقاره ..". وأَضاف :"كيف والرجل (إلياس العماري) لم يقدم أي عربون لشراء سلعة الاعتدال والانفتاح والإيمان الصادق بروح التوافق الوطني وما تتأسس عليه من احترام الآخر وحفظ حقه في الوطن..بل يجدد العهد مع ذلك السلوك الشوفيني، ويردد بكل جرأة الكلمة التي قالها عام 200 بان حزبنا جاء لمحاربة أسلمة المجتمع المغربي..". ومضى مسترسلا في معرض رسالته لأبو حفص :"لم يعد خافيا على المهتمين أن هذا الحزب (حزب الأصالة والمعاصرة) وضعه من وضعه لتبني المشاريع التي تستهدف ما بقي في هذا البلد من قيم ومبادئ إسلامية ..وسوف يلعب أدوارا بئيسة في دعم مطالب المساواة في الإرث وحرية المعتقد بالمفهوم العلماني وإلغاء تدريس آيات قرآنية ..". وفي سياق متصل، من الرسالة، حث القباج أبوة حفص على "عدم الخلط بين فقه التيسير ومقصد تحبيب التدين"، الذي حبده ونوه به، في تصريحات الشيخ ابو حفص، في مقابل انتقاده ل"سلوك التسيب ومقصد تفريغ التدين من مضمونه"، الذي قال انه "يبقى هيكلا عظميا لا يغذي روحا إيمانية ولا يثمر مواقف شرعية". وأَضاف :"لا أظن الأستاذ أبا حفص يقبل بلعب دور من يهدم الحركة الإسلامية من الداخل وحاشاه، وهو أحد أبناءها الذين رضعوا لبن مبادئها السامية (..) لكن هذا لا يكون فضيلة إلا إذا رافقه ثبات على المواقف السليمة مهما عظمت الإكراهات وتعددت المغريات ..". وإسترسل القباج متسائلا :"..كيف يستساغ من داعية مناضل أن ينتسب إلى توجه يعرف المغاربة جميعا أنه توجه استئصالي قائم على روح العداء والكراهية والاحتقار وسلوك الإقصاء ..وكيف نسيت ذاكرة أبي حفص أن هذا التوجه هو صاحب محنته وأصل بلاءه بالسجن بضع سنين؟ أليس هذا التوجه هو من رسخ تجاوزات ملف 16 ماي وما ترتب عليها من مظالم اكتوى بنارها معتقلو ما يسمى: السلفية الجهادية؟؟ أليس هو من تبنى مشروع “الاستئصال السياسي الراديكالي” الموغل في التطرّف إلى درجة أنه جعل من أهدافه لعام 2012 برلمانا خاليا من حزب العدالة والتنمية؟ أليس هو من تبنى مخطط إغلاق أزيد من 70 من دور القرآن التابعة لجمعيات قانونية ذات أنشطة ثقافية وتنموية؟..". وتأتي رسالة القباج في سياق الرد على تصريحات غير مألوفة لدى خطاب التيار السلفي بالمغرب، خلال الأسبوع الماضي، أدلى بها الشيخ ابو حفص، لجريدة "آخر ساعة" المملوكة لصاحبها، امين عام حزب "الاصالة والمعاصرة"، الياس العماري.