04 فبراير, 2016 - 10:18:00 لنفترض جدلا أن موضوع حل المجموعات التشجيعية " الأولتراس " بعد موافقة أجهزة الدولة من الجامعة الوصية ووزارة الداخلية والأمنية منها إلى رؤساء الفرق ومسييريها .. قد أخد مجرا جدّيا في حيّز تطبيقه ، فماذا بعد إذا ؟ من أصلا في الفئة المتابعة للشأن الرياضي المغربي تهتم بالملاعب وتذهب للمدرجات ؟ من يؤدّي ثمنها ؟ أين كانت الجماهير قبل الأولتراس ؟ و هل كانت أصلا ؟ و ماذا بعد حل الأولتراس ؟ - قد تستطيع الدولة بأجهزتها و قوتها و مخابراتها أن تمنع حضور الأولتراس داخل الملاعب ، لكنها لن تتمكن أبدا من منعها خارج أسوار المدرجات حيث معقلها الحقيقي ..، أما المدرّجات فما هي إلاّ ملتقى تتجمع فيه طيلة 90 دقيقة و تنتهي بعد نهاية المقابلة ، أما في الشوارع والأحياء و " الحومات " فهي تحيى هناك و متجدّرة حتى النخاع و مستحيل فكها أو سلبها من منتميها .. وقد تجد مقاومة شرسة لن تنتهي ببساطة و " أمان " .. ستصبح المدرّجات فارغة ، ستخجل القنوات المغربية من نقل أغلب مباريات الدوري ..، و ستعود نفس الإدارة التي وافقت على حل الأولتراس إلى جمعيات المحبّين التي تحلب أكثر ما تنتج ، والتي لا تخدم إلى جيوب أعضائها قد تكون للأولتراس عيوبها و نقط ضعفها أو بالأحرى سلبياتها التي عجزت حتى الدّول القائمة بذاتها محاربتها ووقف نزيفها كفرنسا و انجلترا و روسيا .. دون الحديث عن دول أوروبا الشرقية فذلك شيء آخر .. ، لكن لا ننسى أن لها دورا كبيرا في إعادة الروح لكرة القدم الوطنية في خضم ضعف جودتها الكروية وعجزها في تقديم الفرجة لمتتبّعي الشأن الكروي المغربي الذي فقد فيها كل الثّقة و جعل الدوري الإسباني و الإنجليزي و الألماني بديلا ..، نعم ماذا بعد منع الأولتراس من الدخول للملاعب ؟ هل تعتقد الدولة أن هناك بديل من متفرّجين آخرين سيحلون مكانهم و سيتحملون رداءة الكرة المغربية المملّة ؟ و فوق هذا سيحجون بتلك القوة و الكثافة ؟ و سيؤدون ثمن التذاكر التي لا ترقى مستوى المتعة الكروية داخل الميدان ؟ - لا أعتقد ذلك .. سيؤدي هذا لا محالة إلى موت بطيء و سريري لأغلب الفرق الضعيفة التي تقتات المسكينة على ثلاث أو أربع مقابلات طيلة السنة بحضور الفريق الضيف الذي تحل معه جماهيره الغفيرة بكثافة .. وتدعم صندوقها بمداخيلها .. - ستصبح المدرّجات فارغة ، ستخجل القنوات المغربية من نقل أغلب مباريات الدوري ..، و ستعود نفس الإدارة التي وافقت على حل الأولتراس إلى جمعيات المحبّين التي تحلب أكثر ما تنتج ، والتي لا تخدم إلى جيوب أعضائها ..، و ستتحوّل الأجواء من جو لاتيني احتفالي احترافي بالأهازيج الصاخبة الممتعة إلى سماع أصوات " الطعارج و الغياطة و الدقايقية " ، و ستشهد عودة الطّرق التقليدية التشجيعية للمدرجات .. خاصة بعدما أصبحت مدرّجاتنا تضاهي المدرجات الغربية .. ستعود فجأة إلى عشرين سنة للوراء .. ستصبح مدرّجات هاته المركّبات الحديثة النشأة كالمقابر المهجورة التي لا يزورها أهلها ..، و ستصبح بدون معنى و بدون رووح .. ستصبح نسخة للدوري القطري و السعودي و الإمارتي .. صدقني أيُّها القارئ ، الملاعب في المغرب لا تذهب إليها سوى الطبقة المعدومة من المجتمع و كرة القدم تُعتبر لعبتهم و خُلقة أصلا من أجلهم لا من أجل الطبقة البرجوازية ..