(أ ب، «بي بي سي») 22 يناير, 2016 - 10:28:00 لم يكن العام 2015 الأدفأ في التاريخ فحسب، بل إنّه ترك علامات على أنَّ ارتفاع درجات الحرارة سيصيب الكوكب خلال القرن المقبل. وأعلنت كلٌّ من وكالة الطيران والفضاء الأميركية «ناسا»، والإدارة الوطنية للمحيطات والطقس «نوا»، أمس الأول، أنَّ العام 2015 كان الأدفأ في تاريخ العالم منذ البدء في تسجيل البيانات قبل 136 عاماً، فيما يؤكّد الخبراء أنَّ الاحتباس الحراري وظاهرة النينو، سبّبا هذا الارتفاع في درجات الحرارة. وبحسب بيانات نشرتها «ناسا» و «نوا»، فإنَّ العام 2015 تفوق على العام الذي سبقه ب0.29 درجة مئوية. وتقول «نوا» إنَّ الزيادة بين العامين 2014 و2015 في درجة حرارة سطح البحر والأرض، شكّلت الفارق الأعلى بين عامين قياسيا. وتوقّع بيتر ستوت، من «مركز هادلي» لأبحاث الأرصاد، أن يكون العام 2016 دافئاً أيضاً، «ويرتبط ذلك بالتأثير الإنساني على المناخ، عن طريق انبعاثات الغاز التي دفعتنا إلى فئة جديدة. أصبحنا أدفأ من قبل، ويستمر الآن تأثير النينيو في المحيط الهادي». ويتّفق خبراء أميركيون على أنَّ الأسباب الرئيسيّة، للأرقام القياسية التي سجّلتها درجات الحرارة في العام 2015، هي الاتجاه الطويل المدى لارتفاع حرارة الأرض، والذي ينتج أساسا من احتراق الوقود الحفري، مصحوباً بظاهرة النينو المناخيّة. وتقول مديرة مركز علوم المناخ في جامعة تكساس للتقنية، كاثرين هايهو: «ما شهدناه خلال العام الماضي 2015، هو اتّجاه طويل المدى من التغيّر المناخي، مصحوباً بطفرة غير مسبوقة في ظاهرة النينو». وكان العام 2015 هو العام الوحيد الكامل، الذي كسر حاجز درجة واحدة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعيّة، وهو مؤشّر رئيسي على ارتفاع حرارة الأرض. وحدث أغلب الارتفاع في الحرارة خلال ال35 عاماً الماضية، بحسب «ناسا»، بينما كانت الأعوام ال15 أو ال16 الأدفأ على الإطلاق، هي الأعوام التي تلت العام 2001. ووفقا ل «نوا»، فإنَّ 2015 كان العام الرابع، الذي يسجّل درجة حرارة عالميّة سنوية قياسية خلال هذا القرن. وشهدت مناطق عديدة من العالم نماذج مناخيّة غير اعتيادية خلال 2015، والتي يعتقد الخبراء أنّها تتماشى مع توقّعاتهم لانعكاسات ارتفاع حرارة الأرض. ومن بين تلك الظواهر، جفاف شديد في مناطق أفريقيا والهند وباكستان، بينما ضربت الفيضانات مناطق واسعة من أوروبا، ثم الولاياتالمتحدة في أواخر ذلك العام. كما كان يسود اعتقاد لدى كثير من علماء المناخ، بأنَّ ارتفاع درجة حرارة الأرض يبدو متوقفاً عند المستوى الذي كان عليه العام 1998، لكنّ الأرقام الأخيرة تؤكّد أنَّ هذا التوقف قد انتهى.