13 ديسمبر, 2015 - 06:26:00 يأمل اليمين المتطرف تحقيق فوز الاحد في الدورة الثانية من انتخابات المناطق في فرنسا, بعد انتصار اول حققه خلال هذا الاقتراع الاخير قبل الاستحقاق الرئاسي في 2017. وعند الساعة 16,00 ت.غ. كانت نسبة المشاركة قد زادت 7,5 نقاط مقارنة بالدورة الاولى في 6 ديسمبر. ونسبة المشاركة تعتبر حاسمة لنتيجة الانتخابات التي تعتمد ايضا على نسب تجيير اصوات اليسار الى اليمين لقطع الطريق امام الجبهة الوطنية التي تتزعمها مارين لوبن, في عدة مناطق. وبعد شهر على الاعتداءات الجهادية في 13 نوفمبر في باريس واسفرت عن سقوط 130 قتيلا, شددت الاجراءات الامنية في محيط مكاتب الاقتراع. ويتوقع ان تعلن النتائج الاولى للاقتراع مع انتهاء التصويت في الساعة 20,00 (19,00 تغ). يذكر ان 45 مليون فرنسي مدعوون للمشاركة في الاقتراع. وادلى الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند بصوته ظهرا في معقله في تول (جنوب غرب). وخلال الدورة الاولى في السادس من ديسمبر عبر نصف الناخبين وثلثا الشباب (18-24 سنة) عن عدم اكتراثهم بالسياسة من خلال مقاطعة الاقتراع. في كليرمون-فيران (وسط) امتنع عبد (38 عاما) مجددا عن التصويت قائلا "لم اعد اؤمن بالسياسة. لن يحصلوا على صوتي حتى من اجل هزم الجبهة الوطنية". وفي المقابل تقول فابيان في مرسيليا (جنوب-شرق), "لقد ادليت بصوتي من اجل ان اعطي درسا" قائلة انها اختارت "الشقراء" ماريون ماريشال ابنة شقيقة مارين لوبن والنجمة الصاعدة في اليمين المتطرف. وقالت جيرالدين مولر التي صوتت لصالح الجبهة الوطنية في فورباك (شرق) "انه البديل الوحيد" مضيفة "ان اعدادا متزايدة من الناس لم تعد تفرق بين اليمين واليسار مع عدم الايفاء بالوعود التي تقطع". واعيد ترسيم المناطق الفرنسية العام الماضي ليصبح حجمها اقرب الى حجم المناطق الالمانية وتصل موازنتها الاجمالية الى 29 مليار يورو سنويا. وهي الهيئات الوحيدة القادرة على مساعدة مؤسسات بشكل مباشر. وفوز اليمين المتطرف في منطقة او عدة مناطق سيشكل سابقة في فرنسا حيث يتقدم حزب الجبهة الوطنية مع خطاب مناهض لاوروبا وللهجرة, اكثر واكثر خلال كل اقتراع منذ خمس سنوات مستفيدا من رفض الناخبين للاحزاب التقليدية العاجزة عن تسوية الازمة. وخلال الدورة الاولى سجل حزب الجبهة الوطنية نتائج وطنية غير مسبوقة مع 28% من الاصوات وتصدر المرتبة الاولى في ست مناطق من اصل 13. - رهانات صعبة لعام 2017 وفي السادس من ديسمبر حققت مارين لوبن وابنة شقيقتها ماريون ماريشال-لوبن في الشمال (شمال با دو كاليه/ بيكاردي) والجنوب الشرقي (بروفانس/الب/كوت دازور) افضل نتائح للجبهة الوطنية بحصول كل واحدة على اكثر من 40% من الاصوات. لكن استطلاعات الرأي تتوقع هزيمتهما الاحد في هاتين المنطقتين حيث تنازل الحزب الاشتراكي الحاكم لصالح مرشحي اليمين. وافضل النتائج التي يمكن للجبهة الوطنية تحقيقها هي في شرق البلاد (الزاس/شامبان اردين/لورين) مع فلوريان فيليبو الذراع اليمنى لمارين لوبن الذي يتنافس مع مرشح يميني واخر اشتراكي رفض الانصياع لاوامر حزبه بالانسحاب. ويبدو ان منطقة بورغون/فرانش/كونتيه (وسط شرق) في متناول يد اليمين المتطرف. وحذر رئيس الوزراء الاشتراكي مانويل فالس من حصول "حرب اهلية" اذا وصل حزب الجبهة الوطنية الى السلطة. ووعدت مارين لوبن ب"تحويل حياة الحكومة الى جحيم" في حال الفوز في الشمال. وقبل 16 شهرا من الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية في 2017 (مارين لوبن في المرتبة الاولى في نوايا التصويت), سيكون لنتائج انتخابات المناطق اثار كبيرة على اقتراع العام 2017 خصوصا في صفوف اليمين الذي حقق في الدورة الاولى نتائج مخيبة (27%). ونتائج الاقتراع قد تضر بطموحات الرئيس السابق نيكولا ساركوزي (2007-2012) لعام 2017 الذي يواجه خصمين محنكين ورئيسي وزراء سابقين داخل معسكره هما الان جوبيه وفرنسوا فيون. ولم تنجح استراتيجيته التي تكمن في المنافسة مع اليمين المتطرف ازاء المواضيع الرئيسية التي يراهن عليها اليمين المتطرف مثل الامن والهجرة والهوية الوطنية, في منع توجه قسم من الناخبين اليمينيين المعتدلين الى الجبهة الوطنية. كما تسببت هذه الاستراتيجية بانقسامات داخل كتلته. وفي معسكر اليسار, يرى البعض ان "الجبهة الجمهورية" لمواجهة الجبهة الوطنية التي دعا اليها الحزب الاشتراكي, استراتيجية ترمي الى تقديم الرئيس فرنسوا هولاند الذي تحسنت شعبيته بعد اعتداءات باريس, كافضل مرشح لاستحقاق عام 2017.