ارتفعت أسعار النفط أكثر من واحد بالمئة يوم الثلاثاء لتتعافى بعد عمليات بيع مكثفة جعلت النفط يقترب من أدنى مستوى في أربع سنوات في الجلسة الماضية بسبب مخاوف من أن تقلص الرسوم الجمركية الأمريكية الطلب وتؤدي إلى ركود عالمي، ومع ذلك حذر محللون من أن مخاطر الهبوط لا تزال موجودة. وبحلول الساعة 0535 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 72 سنتا بما يعادل 1.1 بالمئة إلى 64.93 دولار للبرميل، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 75 سنتا أو 1.2 بالمئة إلى 61.45 دولار للبرميل.
وحتى يوم الاثنين هبط برنت والخام الأمريكي 14 و15 بالمئة على الترتيب منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الثاني من أبريل عن فرض "رسوم جمركية مضادة" على جميع الواردات. وقال وارن باترسون رئيس قسم استراتيجية السلع الأولية في (آي.إن.جي) إن أسعار النفط عوضت بعض الخسائر في انتعاش مدعوم بأداء أكثر ثباتا في أسواق الأسهم. وأضاف "شهدت السوق عمليات بيع مكثفة في الأيام القليلة الماضية، إذ بدأت في وضع انخفاض كبير في الطلب في الحسبان، ومع ذلك لا يزال حجم هذا الانخفاض في الطلب غير واضح إلى حد كبير". وأشارت مذكرة صادرة عن آي.إن.جي يوم الثلاثاء إلى أن المخاطر لا تزال تميل إلى الاتجاه السلبي بسبب تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50 بالمئة على سلع الصين إذا لم ترفع بكين رسوما جمركية مضادة تبلغ 34 بالمئة يوم الثلاثاء. وجاء في المذكرة أنه "ليس من المرجح أن تتراجع الصين عن هذه السياسة. وبالتالي، من المرجح أن نشهد مزيدا من التصعيد، وهو ما سيؤدي إلى تفاقم مخاوف النمو والقلق إزاء الطلب على النفط". وفي جلسة يوم الاثنين، هبطت أسعار النفط اثنين بالمئة لتقترب من أدنى مستوى لها في أربع سنوات بسبب مخاوف من أن تزج الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب بالاقتصادات العالمية إلى الركود وتقلل الطلب على الطاقة. ومع ذلك، تتوقع الأسواق وجود حد لتراجع أسعار النفط. ويصر ترامب على أن الرسوم الجمركية من شأنها تسهيل إحياء القاعدة الصناعية الأمريكية التي يقول إنها شهدت تراجعا بسبب تحرير التجارة لعقود. وتبلغ الرسوم 10 بالمئة كحد أدنى على جميع الواردات إلى الولاياتالمتحدة مع نسب أخرى تستهدف دولا محددة تصل إلى 50 بالمئة. وفي وقت تسعى فيه دول كثيرة إلى الحصول على إعفاء أو تخفيض الرسوم الجمركية على الأقل، فقد أعلنت بعض الدول مثل الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولاياتالمتحدة، عن خطط لفرض رسوم جمركية مضادة. وأعلنت بكين عن جهود مكثفة لتحقيق الاستقرار في سوق رأس المال لديها، وتعهدت بعدم الرضوخ "للابتزاز" من جانب الولاياتالمتحدة. وقال توني سيكامور محلل السوق لدى آي.جي في مذكرة "إذا ظلت الصين متمسكة بموقفها، فإن إجمالي معدل الرسوم الجمركية على صادراتها إلى الولاياتالمتحدة سيرتفع إلى مستوى مذهل يبلغ 104 بالمئة، وهي خطوة من المرجح أن تؤدي إلى الحد من الإقبال على المخاطرة وانخفاضات حادة في أسواق الأسهم العالمية وتسريع وتيرة انزلاق الاقتصاد العالمي إلى الركود". وتوقع استطلاع أولي لرويترز يوم الاثنين ارتفاع مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير في الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي بنحو 1.6 مليون برميل في المتوسط، في مؤشر آخر على أن السوق تتوقع ضعف الطلب.