18 أكتوبر, 2015 - 08:50:00 كشف سعيد بنيس، أستاذ بجامعة محمد الخامس، أن انتخابات الرابع من شتنبر الماضي، لم تعكس سلوكا انتخابيا واعيا، سواء بالنسبة للفاعلين الحزبيين أو الناخبين المغاربة، مقابل سيادة السلوك الانفعالي. وأوضح بنيس، خلال عرض خلاصات بحث ميداني، ضمن أشغال ندوة "سوسيولوجيا الفعل الانتخابي بالمغرب،انتخابات 2015 نموذجا" التي نظمها طلبة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية السويسي بالرباط، يوم الجمعة 16 أكتوبر الجاري، أن السياق الانتقالي للانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة، مع حجم الانتظارات والتحديات الملقى عليها كأول انتخابات جماعية بعد دستور 2011، خلق جوا من التوتر بين الفاعلين الحزبيين فيما بينهم من جهة لتشابه وتطابق برامجهم الانتخابية وبين الكتلة الناخبة في محاورتها للأحزاب السياسية وممثليها، وهو ما أدى إلى انتشار مناخ ساد فيه تفاعل انفعالي داخل جميع الفضاءات منها الواقعي أو الافتراضي. هذا الانفعال، يضيف بنيس، بدا جليا، من خلال الردود الخطابية التي وصفها ب "التجريحية" بين زعماء بعض الأحزاب والتعليقات والحملات "القدحية والاستهزائية " فيما بين الشبيبات الحزبية، إضافة إلى مواطنين رفضوا ونددوا بانفعال شديد أجواء الحملة الانتخابية، أو انساقوا إلى مشاعر ونزوعات وعصبيات ترابية، وكذلك مواقف رواد المجال الافتراضي الذين عمدوا إلى توثيق انفعالاتهم بالصورة والصوت. ويسترسل الأستاذ الجامعي، في وصف تجليات هذا السلوك الانفعالي، في العالم الافتراضي، بالقول إنه أبان عن نقص واختلالات تواصلية بالجملة، حيث سجل بنيس، أن معظم البرامج الانتخابية المقدمة، كانت نمطية أي عبارة عن وعود وأمال مستقبلية، لانعدام الابتكار والخلق على مستوى المنطق التواصلي، كما أن "الحوار" الذي دار في الحملة الافتراضية لم يكن تفاعليا بين الأحزاب فيما بينها حول رهانات البرامج البديلة ونجاعتها، لكنه اتسم بانفعالات مشخصنة وردود فعل مزاجية. من جهة اخرى، الحملة الانتخابية لم تأتي بجديد فيما يخص هوية الأحزاب حيث تشابهت الخطابات وتماهت في العموميات وأطنبت في الكلمات المفاتيح من قبيل "العدالة الاجتماعية، الكرامة، المساواة، محاربة الفساد"، وهو ما يوضح حسب الأستاذ أن نظرة الأحزاب للتواصل الافتراضي نظرة مسطحة، إذ لم تعمد إلى الاستعانة بوكالات متخصصة في التواصل معتبرا أن الحملة الافتراضية ليس لها وقع على الرهانات المحلية والجهوية، وان غالبيتها لم تستوعب أن العالم الافتراضي هو عالم يستقطب شريحة واسعة من المواطنين، وأن اعتماد الأساليب القديمة مثل اللافتات والمطبوعات والجرائد الورقية يشكل تخلفا عن المنطق التسويقي الجديد للحملة الانتخابية. وأضاف المتحدث ذاته، إنه كان بإمكان الفاعل الحزبي والمواطن الناخب، تصريف انفعالاتهم في شكل سلوك انتخابي واعٍ، يمكّنهم من تمييز البرامج ذات الجدوى من البرامج الغير المجدية، لو توفرت برامج انتخابية بمضامين راهنية.