أفادت أستاذة العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، سلوى الزرهوني، أن مستقبل الإسلام السياسي غير مؤكد على الأقل في الوقت الراهن، ولكنه يستمر في التطور، بالنظر إلى قدرته على الصمود حتى في ظروف قمعية، كما هو الحال مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر بعد عام 2013. في ذات السياق، اوضحت الزرهوني، في ندوة نظمها حزب العدالة والتنمية يوم السبت 2 نونبر 2024 بالرباط، أن حركات الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، استطاعت الاستمرار إما في الخفاء أو في المنفى، مما يدل على مرونتها وقدرتها على التكيف مع التغيرات السياسية والاجتماعية. وأبرزت الباحثة، أن أهم التحديات الكبرى التي تواجه حزب العدالة والتنمية، بغض النظر عن إيديولوجيته، هو الالتزام بالديمقراطية في ظل تجدد مظاهر القمع. وتعتبر الزرهوني أن المرحلة الحالية تشهد انتقالا ديمقراطيا يتطلب من الأحزاب السياسية، بما في ذلك العدالة والتنمية، التمسك بقيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، رغم الظروف المعقدة التي تعيشها المنطقة. في هذه المرحلة، اكدت الأستاذة الباحثة على ضرورة التركيز على تعزيز قاعدة الدعم الشعبي، وإدارة الخلافات الداخلية داخل الحزب، مما يجعل الالتزام بالديمقراطية أمرا ضروريا. وأشارت إلى أن دراسة شملت أزيد من 20 دولة أظهرت أن معظم الشباب يرغبون في التنمية الاقتصادية مع سلطة مركزية قوية، مما ينعكس على عدم رغبتهم في الديمقراطية التقليدية. أيضا، تطرقت مديرة معهد الرباط للدراسات الاجتماعية، إلى تأثير الفاعلين العالميين على استدامة الأنظمة السلطوية في المنطقة. فهي تلاحظ أن هذه الأنظمة ليست فقط نتيجة لإضعاف القوى المعارضة، ولكن أيضا مدعومة من قوى خارجية، مما يجعل السياق أكثر تعقيدا من السابق. وأوصت الزرهوني بإنتاج سرديات جديدة حول الحريات والديمقراطية، حيث يجب أن تكون المشاركة الديمقراطية شاملة ولا تقتصر على الانتخابات فحسب، بل تشمل أيضا تعزيز قيم العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية، فضلا تلبية الحاجة إلى مناقشات مفتوحة في الفضاء العام، كوسيلة لتحقيق الديمقراطية التشاركية.