16 أكتوبر, 2015 - 06:46:00 قال حسن طارق أستاذ القانون الدستوري، إن اقتراع 4 شتنبر الماضي، شهد عودة نسبية للسياسة إلى الحقل الانتخابي، بالانتقال من البراديغم "أزمة السياسة" المحدد للانتخابات على الأقل كما جرت في 2009، إلى براديغم " العودة الجزئية للسياسة". وأضاف طارق، في مداخلته بالندوة التي نظمها طلبة علم الاجتماع، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- السويسي بالرباط، يوم الجمعة 16 أكتوبر الجاري، أن من مظاهر هذه العودة السياسية للحقل الانتخابي، كونها انتخابات محلية جرت "برهان سياسي وطني، وبتقاطبٍ سياسي حاد بين الأغلبية والمعارضة"، كما أنها انتخابات محلية جرت بموضوع سياسي وطني ارتبط بالمُنجز الحكومي، وبتعبئة كبرى للفاعلين السياسيين، حيث أصبح رئيس حكومة يمارس مهامه الحزبية دون أدنى تحفظ، ثم عودة الخطابات الجماهيرية وعدم الاكتفاء بحملات القرب. وتابع حسن طارق، في تقديم خلاصاته السياسية للانتخابات الأخيرة، بالقول "إن النظام الانتخابي، أثّر على التعددية الحزبية"، مستعينا بنموذج لعبة الدمى الروسية حيث انتقل المشهد الحزبي من 35 حزب إلى 8 أحزاب فأربعة ثم تموقع حزبين في الأخير يشكلان قطبين يتمركزان حول فكرتين، الإقناع عبر التخويف من التحكم، وهو النموذج الذي يقدمه حزب "العدالة والتنمية"، والإقناع عبر التخويف من الأسلمة، وهم ما يقدمه حزب "الأصالة والمعاصرة" كمدافع عن الحداثة في شقها الاجتماعي دون أن يصل إلى ما هو سياسي. في نفس السياق، أوضح حسن طارق، اعتماد "البيجدي" و "البام"، في خطابهما على ادعاء ديمقراطي ضد التحكم، وادعاء حداثي، يركز على الصراع في حقول قيمية مثل "الإجهاض أو الحريات الفردية أو المثلية الجنسية..."، وإشكال هذا الخطاب، يضيف الأستاذ الجامعي، يكمن في كون "قرب الحزب من السلطة، لا يسمح له بالذهاب بعيدا في الحداثة السياسية بإقرار مطلب الملكية البرلمانية مثلا". كذلك، لا يمكن لحزب تتمركز دائرة نفوذه السياسي بالقرى، وببنية تنظيمية معتمدة على الأعيان، الذهاب بعيدا في الحداثة المجتمعية. كما أكّد حسن طارق، أنه "عندما نضع الحداثة في مواجهة الديمقراطية، فإنها تكرس الاستبداد والسلطوية، وإن البنية المجتمعية هي التي تنتج الحداثة، وليس العكس. وبخصوص نتائج الانتخابات، قال المتحدث ذاته، عن حزب "العدالة والتنمية" إنه تمكن من تحقيق فوز سياسي في اقتراع 4 شتنبر، وتمكن من تحقيق فوز أخلاقي في انتخابات المجالس الجهوية، وأعاد معه إنتاج خطابه السياسي، في المقابل حقق حزب "الأصالة والمعاصرة" فوزا انتخابيا في 4 شتنبر واكتساحه غرفة المستشارين، وهو الأمر الذي قال حسن طارق، انه سيؤدي ب"الجرار" إلى العزلة السياسية والعودة به إلى المتخيل كحزب للدولة، رغم المحاولات التي قام بها من أجل تقديم نفسح كمدافع عن الحداثة.