استنكر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الاله بنكيران، في رسالة مفتوحة موجهة، للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، انتقاده للمقاومة الفلسطينية ودعمه بالمقابل للاحتلال الإسرائيلي، معتبرا موقف ماكرون "ظلمًا صارخًا وإهانة غير لائقة للشعب الفلسطيني المظلوم منذ عام 1948 على الأقل". وقال بنكيران، في الرسالة الموجهة لماكرون: "نذكركم بأن المغرب والمغاربة، كما أكد عليه مرارا الملك محمد السادس، يضعون دائما القضية الفلسطينية في نفس مرتبة قضية الصحراء المغربية، وفي هذا الصدد، نود أن نعبر لكم عن دهشتنا الكبيرة من مضمون خطابكم بشأن الحرب المميتة التي تشنها إسرائيل على غزة، وخاصة تأكيدكم بأن 7 أكتوبر 2023 كان هجوما بربريًا بشكل خاص، نفذته حماس ضد إسرائيل وشعبها، ولإسرائيل الحق في الدفاع عن شعبها ضد مثل هذه التهديدات".
وأوضح بنكيران، على أن حماس، على غرار حركة التحرير الوطني في المغرب، والقوات الفرنسية الحرة في فرنسا، وجبهة التحرير الوطني في الجزائر، والعديد من حركات التحرير في العالم، تبقى حركة مقاومة تمارس حق الدفاع المشروع الذي يعترف به القانون الدولي لجميع الشعوب للدفاع عن نفسها ضد الاحتلال والإبادة، مضيف أن "حماس وجميع فروع المقاومة الفلسطينية لا تقاتل إلا ضد الاستعمار، والاحتلال، والتطهير العرقي، والاستبداد الكبير، والإبادة، وضد كل هذه البربريات التي ترتكبها إسرائيل، والتي لا تعود إلى 7 أكتوبر 2023، بل تعود وتستمر منذ أكثر من 76 عامًا". وأشار بنكيران في رسالته، إلى أن "فرنسا بلد إعلان حقوق الإنسان والمواطن الذي أسس حق المقاومة ضد الإضطهاد"، مضيفا أن "فرنسا أرض المقاومة ضد النازية، وشعب الحرية والأخوة، والبلد الصديق والقريب من المنطقة، وخاصة من لبنان، لها مسؤولية تاريخية في مواجهة أي تحريف للتاريخ والمسؤوليات، إزاء المآسي الإنسانية وجرائم الحرب التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بشكل منهجي ضد المدنيين من النساء والأطفال، وتجاه تدمير البنية التحتية الحيوية بشكل متعمد وبدون أي ضمير". وطالب في الرسالة، المجتمع الدولي وخاصة القوى الكبرى مثل فرنسا، "بتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لخطر الإبادة أو التهجير، واتخاذ إجراءات واضحة لإدانة إسرائيل والضغط عليها من أجل وقف أعمالها القاتلة والفصل العنصري في غزة، وفي كامل فلسطين، ولبنان".